قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، إن الواقع بالضفة الغربية بات "أكثر تعقيداً من الماضي"، في إشارة إلى المواجهات شبه اليومية التي تشهدها الضفة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
إذ قال غانتس، الخميس، في المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان: "كل الساحات نشطة وحساسة، ويمكن أن يحدث شيء ما، في كل منها في الصباح، أو في فترة ما بعد الظهر، ويجب الحفاظ على هذه اليقظة".
الواقع في الضفة الغربية "معقد"
أضاف، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف": "الواقع في الضفة الغربية بات أكثر تعقيداً، ورأينا ذلك في الأشهر الأخيرة".
أما بشأن المطلب الأمريكي بفحص تعليمات إطلاق النار في الضفة الغربية، فقال: "رئيس أركان الجيش هو من يقرر التعليمات بفتح النار في كل الساحات، سياسة إسرائيل بسيطة جداً: نحن نبذل قصارى جهدنا لتقليل الخسائر (في صفوف الجهات) غير المتورطة من جهة، ونحن ملتزمون بحماية مقاتلينا كلما كان ذلك ممكناً".
كما أضاف: "لا ينبغي أن يكون هناك تدخل سياسي في التعليمات الخاص بفتح بالنار". وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت الأسبوع الماضي، إن واشنطن ستواصل "الضغط على إسرائيل لتراجع سياساتها وممارساتها بخصوص قواعد الاشتباك (في الضفة الغربية)".
فيما تشهد الضفة الغربية توتراً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري، حيث تتكرر حوادث إطلاق النار من قبل الفلسطينيين على قوات الاحتلال، ويقول الفلسطينيون إن ما يجري هو رد على الاقتحامات الإسرائيلية اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية.
بشأن الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال كلمته: "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا، وضد العناصر الإرهابية الأخرى".
كما لفت إلى وجود "توتر مع لبنان، فيما يتعلق بمسألة النزاع الحدودي البحري، وعمليات التنقيب عن الغاز. وأضاف: "أعتقد في رأيي أنه في النهاية ستكون هناك حفّارتان، واحدة في إسرائيل وأخرى في الجانب اللبناني، إذا نجح التنقيب هناك".
غانتس استدرك قائلاً: "السؤال هل سيكون هناك تصعيد في الوسط أم لا؟ ودولة إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع اللبنانيين، اتفاق يخدم البلدين".
فيما وجَّه تهديداً إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قائلاً: "إذا كان يريد الإضرار بالعملية فهو مرحب به، الثمن سيكون لبنان، وآمل من أجله ألا يفعل ذلك".
الوضع "حساس للغاية"
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إن "الوضع في المناطق الفلسطينية حساس للغاية". وأضاف في المؤتمر ذاته أن "للأعياد اليهودية الوشيكة، وانتخابات الكنيست (في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم) تأثيراً كبيراً على مجريات الأمور".
تبدأ إسرائيل، في 26 سبتمبر/أيلول، احتفالات رأس السنة العبرية، ثم يوم الغفران اليهودي، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وتابع حولاتا: "إسرائيل تريد من السلطة الفلسطينية أن تتصدى بحزم لإحباط العمليات (الهجومية ضدها)".
كما رأى حولاتا أن الأوضاع في قطاع غزة غير مستقرة، مضيفاً: "إسرائيل تعمل على استتباب الهدوء هناك، ومستعدة من جهة أخرى للتعامل مع إمكانية تدهور الأوضاع".
ماذا عن تبادل الأسرى مع حماس؟
بشأن مسألة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس قال حولاتا: "نبذل جهوداً كبيرة لبلورة اتفاق إنساني يتيح التوصل إلى صفقة تبادل، وإعادة المحتجزين لدى حماس إلى ذويهم".
إذ تحتفظ "حماس" في غزة بجنديين إسرائيليين، هما أورون شاؤول وهدار غولدين، بعد أن أسرهما الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام)، خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما.
كما تحتفظ الحركة بمدنيين إسرائيليين هما أبرا منغستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة، في سبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
بينما ترفض "حماس" بشكل متواصل تقديم معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لديها، إلا أن الجناح العسكري للحركة عرض لأول مرة، في يونيو/حزيران الماضي، مشاهد مصورة للإسرائيلي هشام السيد، مُمدداً على سرير، وموصولاً بجهاز تنفس اصطناعي.
فيما يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4650، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.