عاد محمد بدران، نائب رئيس حزب "مصر أكتوبر" الموالي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى بلاده بعد سنوات من مغادرتها؛ وذلك للمشاركة في الحوار الوطني الذي أطلقه السيسي، بحسب ما ذكره موقع Africa Intelligence الفرنسي، الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022.
أشار الموقع إلى أن بدران البالغ من العمر 31 عاماً، عاد إلى المشهد السياسي المصري بعد قرابة ست سنوات قضاها في الولايات المتحدة.
كان بدران قد حصل على درجة الدكتوراه في استراتيجيات إدارة الأعمال الدولية في أبريل/نيسان 2022 من جامعة "سيلينوس" للعلوم الإيطالية، وهو نشط للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ينشر منشوراته على فيسبوك بشكل شبه يومي.
إلى جانب منصب نائب رئيس حزب "مصر أكتوبر"، يتولى بدران أيضاً منصب أمينه العام، وهو يتمتع بشبكات دعم قوية.
دُعي بدران في يونيو/حزيران 2022، من طرف الأكاديمية الوطنية للتدريب، وهي مدرسة لإعداد قادة المستقبل المصريين وخاضعة لسلطة مكتب الرئيس، وذلك للمشاركة في الاجتماعات التمهيدية للحوار الوطني.
هذه المبادرة التي أطلقها السيسي، توصف بأنها "بادرة حسن نية" تجاه المعارضة، وتخضع لإشراف دقيق من المخابرات العامة المصرية.
بحسب الموقع الاستخباراتي فإن قفزة بدران المفاجئة في دائرة الضوء، قد تكون مقدمة لعودته إلى حزب الأغلبية الرئاسي "مستقبل وطن"، الذي ساعد بدران في تشكيله عام 2014، وهو صورة جديدة للحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه حسني مبارك.
هذا ما قالته مصادر داخل الحزب المؤيد للسلطة الحاكمة بمصر، في تصريحات لموقع "مدى مصر"، إلا أن عودة هذا النجم الصاعد السابق في السياسة المصرية، والملقب بـ"ربيب السيسي"، إلى القاهرة أثارت قلق الحزب، وفقاً لـAfrica Intelligence.
يحظى بدران بمؤيدين حتى في أجهزة المخابرات وبين مستشاري الرئيس، وقد انتُخب رئيساً لاتحاد طلاب مصر عام 2013، بعد أن تولى رئاسة اتحاد الطلاب بجامعة بنها في الدلتا لفترة قصيرة، وكان صعوده منذ ذلك الحين قوياً وسريعاً.
كان السيسي قد أظهر أيضاً للبلاد أن بدران "فتاه المدلل" بعد أن دعاه للانضمام إليه على متن يخت المحروسة الرئاسي في أغسطس/آب عام 2015، لافتتاح توسعة قناة السويس.
كان بدران قد انضم عام 2013، إلى لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري، والتي تشكلت بمرسوم صادر عن الرئيس المؤقت حينها عدلي منصور.
تألفت اللجنة من مؤيدي الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وحظيت مسودتها الدستورية بدعم أكثر من 98% من الناخبين، في استفتاء أجري في يناير/كانون الثاني عام 2014.
كان من ضمن أعضاء اللجنة الشباب أيضاً محمود بدر ومحمد عبد العزيز من حركة "تمرد"، ويقول موقع Africa Intelligence إن "هذه الحركة الموالية للانقلاب، التي شارك فيها بدران، كانت خاضعة لتوجيهات المخابرات العسكرية".
حظي بدران بإشادة من الصحافة الموالية للسلطات الحاكمة في مصر، بعد أن شُكّل حزب "مستقبل وطن" عام 2014، ووصفته الصحافة بأنه "أصغر زعيم حزب سياسي في العالم".