كشف كتاب جديد أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قال لأصدقائه في ديسمبر/كانون الأول 2020، إنه يخشى أن تحاول إيران اغتياله انتقاماً منه لإصداره أمر اغتيال القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، الذي قُتل بغارة من طائرة أمريكية مسيّرة في مطلع العام نفسه.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت، الأربعاء، 14 سبتمبر/أيلول 2022، إن هذه الأخبار غير المألوفة جاءت في كتاب جديد اطلعت عليه من تأليف بيتر بيكر وسوزان غلاسر، وهما زوجان صحفيان يكتبان لصحيفة The New York Times ومجلة The New Yorker الأمريكيتين، حيث من المقرر نشره الأسبوع المقبل.
تعقب سياسة ترامب
الصحيفة أشارت إلى أن المؤلفَين تعقبا أوجه سياسة ترامب تجاه إيران، بداية من الأحاديث التي صرح فيها برفضه للاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، مع إيران، ثم إصداره أمر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق في مايو/أيار 2018، ثم قرار مهاجمة إيران بضربات جوية والتراجع عنه قُبيل تنفيذه.
إذ ذكرت مصادر أن ترامب قال آنذاك: "فكرت في الأمر هُنيهة، وقلت: (لقد أسقطوا طائرة من دون طيار لنا [ومن ثم فهم يستحقون أن نهاجمهم]… لكننا ربما يسقط لنا 150 قتيلاً في غضون نصف ساعة بعد إصدار الأمر بالهجوم). ولم يرُق لي ذلك.. لم أره مناسباً". وقد اتضح بعد ذلك أن تاكر كارلسون، مذيع قناة Fox News، كان واحداً ممن نصحوا ترامب بعدم إصدار الأمر بشن ضربات على إيران.
أمر ترامب بعد ذلك بستة أشهر، وبالتحديد في 3 يناير/كانون الثاني 2020، باغتيال سليماني، ومعه أبو مهدي المهندس، قائد قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران، في هجوم شنته طائرة أمريكية مسيّرة قرب مطار بغداد.
أوقفناه بسرعة
بعد ذلك، تفاخر ترامب بعملية الاغتيال، وقال عن سليماني في تجمع حاشد في أوهايو: "لقد أوقفناه، أوقفناه بسرعة، وباغتناه في مكانه. لقد كان رجلاً سيئاً، وإرهابياً متعطشاً للدماء، لكنه لم يعد كذلك، إنه ميت الآن".
على الرغم من هذه التصريحات الحادة، يقول مؤلفا الكتاب إن ترامب لم يكن بالثقة نفسها بعد أقل من عام على الاغتيال، خاصة عندما نشر آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، تغريدة على تويتر في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، وقال فيها: "يجب معاقبة من أمر بقتل القائد سليماني، وكل من نفذوا أمره. هذا الانتقام قادم، ولا بد، في الوقت المناسب".
يورد الكتاب أن ترامب ومستشاريه فكروا في توجيه ضربات أخرى لإيران، لكنهم تراجعوا عن الأمر لأن ولاية ترامب في الرئاسة كانت على وشك الانتهاء.
وكتب المؤلفان: "أخبر ترامب أكثر من صديق له في حفلةٍ بفلوريدا أنه يخشى أن تحاول إيران اغتياله، لذلك فإن عليه العودة إلى واشنطن، لأنه سيكون أكثر أماناً هناك".
بناء على ذلك، عاد ترامب إلى واشنطن حينها. وكتب بيكر وغلاسر أنه سرعان ما "زاد ضغوطه على مايك بنس"، نائبه الذي كان يحمل عليه لإبطال نتائج المجمع الانتخابي التي تؤكد هزيمة ترامب في الانتخابات، وانتصار جو بايدن.