قال موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي، الأربعاء 14 سبتمبر/ أيلول 2022، إن الأردن ونظام بشار الأسد يتبادلان المعلومات الاستخباراتية في إطار التنسيق لإعادة اللاجئين السوريين بالمملكة إلى بلدهم، رغم مخاوف لاجئين من العودة.
يوجد في الأردن حوالي 670,000 لاجئ من سوريا، بحسب الأمم المتحدة، ويقول الموقع الاستخباراتي إن نظام الأسد "حشد جهاز مخابراته للعمل على إعادتهم إلى أرض الوطن"، كما استنفرت عمّان أيضاً مديريةَ الأمن العام لديها للإشراف على مغادرة اللاجئين.
تراقب كل من عمّان ونظام الأسد السوريين المهجَّرين عن بلادهم مراقبة وثيقة، بحسب الموقع الاستخباراتي، وكان أيهم خضور، رئيس مركز الهجرة والجوازات في مدينة نصيب بمحافظة درعا، أيهم خضور، قد أعلن في 31 أغسطس/آب 2022، عن سعادته بعودة مجموعةٍ من اللاجئين من مخيم الأزرق الواقع في الأردن.
الموقع الاستخباراتي الفرنسي قال إن التنسيق الجاري يكشف عن استراتيجية مستمرة يتبعها نظام الأسد لإثبات قدرته على إعادة المواطنين الذين نزحوا من البلاد خلال الحرب التي وقعت في أعقاب الثورة السورية، ولفت إلى دور المخابرات بكل من سوريا والأردن في إعادة اللاجئين السوريين.
كان نظام الأسد قد بدأ بإجراءات إعادة اللاجئين إلى الوطن في عام 2018، وجاء ذلك بعد استئناف فتح الحدود بين سوريا والأردن، لكن اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين غير مقتنعين بتحسن الأحوال في سوريا على نحو يدفعهم للعودة.
يعود عزوف اللاجئين عن العودة، إلى الحالة الاقتصادية المتردية في سوريا، فضلاً عن خشية البعض على أنفسهم من غياب الأمن واضطهاد النظام.
أما اللاجئون الراغبون في العودة إلى ديارهم، ولم تثنهم عن رغبتهم تلك تحذيرات مفوضية اللاجئين والعوائق الرسمية لمساعي إعادة اللاجئين، فإنهم يخضعون لمراقبة دقيقة من المخابرات الأردنية.
في هذا الصدد، تتولى مديرية الأمن العام، التي تضم قوات الشرطة الواقعة تحت سلطة وزارة الداخلية، إدارةَ الأمن وضمان السلامة في مخيمات اللاجئين.
تُشير الأخبار الواردة إلى أن أي لاجئ سوري يرغب في مغادرة المملكة يتعين عليه أولاً الاتصال بمديرية الأمن العام، التي يديرها اللواء الركن حسين محمد الحواتمة.
كما تتولى المديرية إجراءات حذف اللاجئ من السجلات، وتوفر له وسيلة نقل، تكون سيارة أجرة في العادة، لنقله إلى معبر جابر نصيب على الحدود مع سوريا.
أيضاً تتولى دائرة المخابرات العامة، التي يديرها اللواء أحمد حسني حاتوقاي، جمع المعلومات الاستخباراتية في مخيمات اللاجئين السوريين، خاصةً مخيم الأزرق، الذي افتُتح عام 2014، ومخيم الزعتري، القريب من مدينة المفرق الحدودية الواقعة شمال شرقي الأردن.
ويتعين على اللاجئين بمجرد عبور الحدود من معبر جابر نصيب، الخضوع لفحص أمني طويل، وتغيير المركبات التي جاءوا بها ليرافقهم ضباط من الجيش السوري إلى وجهتهم، التي تكون دمشق أو دير الزور عادةً.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فالنظام مستمر في فرض التجنيد الإجباري، وقد أُجبر بعض الرجال العائدين إلى سوريا على الانضمام إلى الخدمة بمجرد عودتهم إلى الأراضي السورية.