أعلن نائب وزير الخارجية الأرميني، باروير هوفهانيسيان، الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022، عن مقتل 50 جندياً أرمينياً في الاشتباكات مع أذربيجان، مشيراً إلى أن الاشتباكات مع أذربيجان قد تتحول إلى حرب بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
نائب وزير الخارجية الأرميني أوضح أنه تم التأكد من إصابة 3 مدنيين فقط في اشتباكات على الحدود مع القوات الأذرية، مشيراً إلى أن العدد أكبر من ذلك على الأرجح.
وتابع هوفهانيسيان: "حكومة أذربيجان تستغل انشغال حلفاء بلاده في الحرب الروسية الأوكرانية، وتقود هذه الهجمات لتحقيق مكاسب بعينها".
تجدد الاشتباكات
في وقت سابق، الأربعاء، تجددت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، مع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مئة جندي، في أعنف قتال بين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين منذ عام 2020.
واتهمت وزارة الدفاع الأرمينية، أذربيجان، بإطلاق نيران المدفعية وقذائف الهاون واستخدام أسلحة صغيرة في هجوم جديد.
الوزارة أضافت "الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية ما زال متوتراً"، مؤكدة من جديد على موقف أرمينيا من أن أذربيجان هي من اعتدت على أرضها ذات السيادة.
ويوم الثلاثاء قُتل ما لا يقل عن 49 جندياً من أرمينيا، و50 من أذربيجان، في اشتباكات عنيفة، وحملت كل دولة الأخرى مسؤولية تجدد القتال.
وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب صراع مسلح كبير آخر في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق، في وقت ينشغل فيه الجيش الروسي بغزو أوكرانيا.
وقد يؤدي نشوب صراع كامل بين أرمينيا وأذربيجان إلى خطر انجرار روسيا وتركيا، ويزعزع استقرار ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز، مثلما تعطل المواجهة حول أوكرانيا إمدادات الطاقة.
واتهمت أذربيجان بدورها أرمينيا بإطلاق قذائف هاون ومدفعية على وحداتها العسكرية، وقالت إن مدنيين اثنين أصيبا منذ اندلاع الاشتباكات.
إذ قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية "تتعرض مواقعنا على نحو متفرق لإطلاق نار في الوقت الراهن، تتخذ وحداتنا إجراءات الرد الضرورية".
ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ميدان القتال من الجانبين.
قلق دولي
وأثار تصاعد العنف قلقاً دولياً، ودعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، وكثّفت جهودها الدبلوماسية لإنهاء القتال.
حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن روسيا يمكنها إما "تقليب الأوضاع" أو استخدام نفوذها في المنطقة، للمساعدة في "تهدئة الأجواء". وأجرى اتصالين منفصلين عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لحثهما على إنهاء الأعمال العسكرية.
ومن المقرر أن يصل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي تويفو كلار إلى جنوب القوقاز، الأربعاء، لتسهيل الحوار بين باكو ويريفان.
وأرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو وفداً لتقييم الوضع على الحدود، بعد طلب من أرمينيا في أعقاب اندلاع الاشتباكات.
وتقاتل أرمينيا وأذربيجان بعضهما بعضاً منذ عقود، بسبب نزاع على منطقة ناغورني قره باغ، وهي منطقة جبلية معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، ولكن حتى عام 2020 كان يسيطر عليها تماماً سكانها الأرمن.
وخرجت أذربيجان بمكاسب كبيرة في ناغورني قره باغ في حرب استمرت ستة أسابيع في ذلك العام. وتندلع مناوشات بصورة دورية على الرغم من وقف إطلاق النار بوساطة روسية.