أكدت روسيا، السبت 10 سبتمبر/أيلول 2022، أنها ستسحب قواتها من منطقة خاركيف، الواقعة في شرق أوكرانيا، عند الحدود مع روسيا، وذلك في وقت أعلنت فيه كييف أن جيشها سيطر على مركز لوجستي مهم في المنطقة، في إطار هجوم مضاد خاطف.
وزارة الدفاع الروسية قالت إنه "من أجل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة لتحرير دونباس، اتُّخذ قرار بإعادة تجميع القوات الروسية المتمركزة في منطقتي بالاكليا وإيزيوم، لدعم الجهود على الجبهة في دونيتسك".
في هذه الأثناء، أكد قيادي انفصالي موالٍ لروسيا في شرق أوكرانيا، أن منطقة دونيتسك تشهد معارك "صعبة" بين القوات الروسية والأوكرانية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُعَدّ إعلان موسكو عن سحب القوات، وتأكيد كييف أن قواتها دخلت بلدة كوبيانسك، بمثابة تحوّلين ميدانيين أكثر أهمية في القتال شرق أوكرانيا، حيث رجحت الكفة لصالح موسكو على مدى شهور.
تأتي أنباء الانسحاب بعد وقت قصير من نشر القوات الخاصة الأوكرانية صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لعناصر بالزي العسكري بحوزتهم أسلحة آلية "في كوبيانسك". وجاء في بيانها أن البلدة "كانت أوكرانية وستبقى كذلك دائماً".
هذه البلدة كانت قد سقطت في الأسبوع الأول من الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط 2022، ويعيش بالبلدة حوالي 27 ألف نسمة، وتقع على طريق مهم لإيصال الإمدادات للقوات الروسية في الشرق.
تشكّل السيطرة على مراكز حضرية على غرار كوبيانسك وإيزيوم ضربة كبيرة لقدرة روسيا على إيصال إمدادات إلى مواقع على خط المواجهة في الشرق. كما من شأن ذلك أن يخفف إلى حد كبير سيطرة روسيا على الشرق.
يتوقع مراقبون أن تعلن القوات الأوكرانية انتصارات جديدة في منطقة خاركيف المحاذية لروسيا، والتي سيطر عليها الجيش الروسي أو قصفها بالمدفعية على مدى شهور.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولينكو، في بيان تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، إن "الجنود الأوكرانيين يتقدّمون في شرق أوكرانيا ويحررون المزيد من المدن والقرى. تثمر شجاعتهم المصحوبة بدعم عسكري غربي عن نتائج مذهلة".
أضاف نيكولينكو أنه "من الضروري مواصلة إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. هزيمة روسيا في ساحة المعركة تعني الظفر بالسلام في أوكرانيا".
جاء تقييم نيكولينكو لوتيرة المكاسب التي تحققها القوات الأوكرانية بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الماضي، أن قواته استعادت نحو 30 بلدة وقرية في منطقة خاركيف (شمال شرق) في إطار الهجوم.
بدا أن التقدم الأوكراني كان مفاجئاً للقوات الروسية، بحسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الفرنسية، وقبل يوم من إعلان روسيا عن خطة لثلاثة أيام، لإعادة نشر القوات من خاركيف إلى منطقة دونباس الصناعية جنوباً، أعلنت عن إرسال تعزيزات إلى خاركيف.
أظهرت صور بثَّها الإعلام الرسمي أرتال الدبابات والمدفعية، ومركبات الدعم تتحرّك على طرقات غير معبّدة باتّجاه خاركيف.
في موازاة ذلك، تتقدّم القوات الأوكرانية أيضاً في أجزاء من خط المواجهة جنوباً بعشرات الكيلومترات في بعض المناطق، باتّجاه أراض انتزعتها القوات الروسية بداية الهجوم.
بدوره، حذّر زيلينسكي، السبت 10 سبتمبر/أيلول 2022، من أنّ موسكو تأمل في "كسر المقاومة الأوكرانيّة" خلال فصل الشتاء، معوّلةً على مشاكل التدفئة وإمكان تراجع زخم الدعم الغربي لكييف، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.
أضاف زيلينسكي في مداخلة خلال منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبّية المنعقد في كييف، أنّ "روسيا تبذل كلّ الجهود لكسر مقاومة أوكرانيا وأوروبا والعالم خلال الأيام التسعين لفصل الشتاء".
أشار كذلك إلى أن روسيا تعوّل على "وحشية" الشتاء، لأن "وحشية الإنسان لم تعد تكفي"، وشدد على أن روسيا قد تستهدف بضرباتها "الشركات والبنى التحتية التي تؤمّن التدفئة" في أوكرانيا، داعياً في هذا السياق الغرب إلى إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
يُشار إلى أنه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا تتلقى كييف دعماً من دول غربية، يساعدها في التصدي للقوات الروسية.