“المفترس” بديلاً لـ”بيغاسوس”.. الكشف عن برنامج تجسس إسرائيلي جديد مالكه عقيد سابق بوحدة النخبة

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/09 الساعة 21:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/09 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
شركة NSO المطورة لبرنامج بيجاسوس الإسرائيلي للتجسس/ رويترز

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، 9 سبتمبر/أيلول 2022، عن برنامج تجسس جديد أطلقته شركة، مالكها ضابط سابق في وحدة النخبة الإسرائيلية، مستفيداً من القيود والعقوبات التي فرضت على شركة السايبر NSO، صاحبة تطبيق التجسس "بيغاسوس"، والذي أثار استخدامه من دول وحكومات ضجة واسعة حول العالم. 

وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على برنامج التجسس الجديد الذي يحمل اسم Predator "المفترس"، بعد أن قالت صحف يونانية إن هاتف وزير يوناني سابق قد اختُرق باستخدامه. 

صحيفة Haaretz الإسرائيلية قالت، الجمعة، إن "اليونان في خضم فضيحة سياسية واسعة النطاق بشأن الكشف عن استخدام برامج التجسس الجديد ضد الوزير السابق، وكذلك ضد صحفي استقصائي بارز وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي".

يعمل من مقدونيا

صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية كشفت، في تقرير لها، أن الشركة التي أطلقت تطبيق التجسس الجديد أسسها ضابط مسرّح من وحدة كوماندوز النخبة الإسرائيلية، تولى رتبة رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، ويدعى طال ديليان.

ديليان، بحسب الصحيفة، يحمل رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً للوحدة التكنولوجية 81، وضابطاً كبيراً في وحدة العمليات الخاصة في الجيش. 

شركة "إنتليكسا" طوّرت برنامج "المفترس"، فيما ركّز ديليان على بيع هذا البرنامج التجسسي إلى دول لا تصدر وزارة الأمن الإسرائيلية تصاريح لتصدير برمجيات سايبر هجومية إليها، مثل بنغلاديش والسودان وأوكرانيا.

خلافاً لشركات السايبر الهجومي المسجلة في إسرائيل وتعمل فيها وتخضع لمراقبة شعبة الإشراف على الصادرات الأمنية في وزارة الأمن، فإن ديليان يعتبر أنه لا يخضع لإشراف وزارة الأمن، وبإمكانه تزويد بضاعتها إلى أي دولة أو جهة. 

والسبب في ذلك أن شركة السايبر الهجومي "إنتليكسا" يوجد مقرها في شمال مقدونيا، لكن معظم العاملين فيها ومديريها، وبضمنهم قراصنة إنترنت، هم مسرّحون من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.  

حيث وظف ديليان في "ويسبر" مسرّحين من وحدة التنصّت الإلكتروني في الجيش الإسرائيلي 8200 ومن وحدات تكنولوجية أخرى، مقابل رواتب تصل إلى عشرات آلاف الدولارات لكل موظف. 

اكتشاف التطبيق لأول مرة 

قبل نحو سنة، بدأ هاتف الصحفي اليوناني، تنيسيس كوكاكيس، يعمل بشكل مريب، حيث أصبحت بطاريته تفرغ بسرعة والمحادثات تنقطع دون سبب، مما دفع  الصحافي، الذي انتقد سياسة رئيس الحكومة اليونانية الاقتصادية، يشك بأنه مراقب. 

بعد أشهر، اكتشف معهد أبحاث للحماية من السايبر "سيتيزين لاب" الكندي، أنه جرى اختراق هاتف كوكاكيس بواسطة برنامج تجسس يدعى "بريداتور"، وهو تطبيق "لم يكون معروفاً مسبقاً أو الشركة المالكة له. 

كذلك تبين في أعقاب تشكيل البرلمان الأوروبي لجنة تحقيق وفحص هواتف 200 من نوابه، أنه جرت محاولة غير ناجحة لاختراق هاتف رئيس المعارضة اليونانية، نيكوس أندرولاكيس، ما تسبب بفضيحة وُصفت بأنها "ووترغيت اليونانية". 

كذلك نشر "سيتيزين لاب" تقريراً، في كانون الأول/ديسمبر 2022، أكد فيه أنه "تم اختراق معارضَين مصريين في المنفى، وهما السياسي أيمن نور، ومقدم برنامج سياسي، لم يكشف عن اسمه بواسطة برنامج التجسس بريداتور. 

متاعب تلاحق "بيغاسوس" 

كانت وزارة التجارة الأمريكية قد أضافت مجموعة "إن إس أو"، الشركة الإسرائيلية التي صممت برنامج التجسس "بيغاسوس"، إلى قائمة الشركات المحظورة، لأنها تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي.

وتكافح NSO لدفع الاتهامات بأنَّ برنامج بيغاسوس لاختراق الهاتف استُخدِم من بعض عملائها الحكوميين، للتجسس على المعارضين السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان. ونفت NSO الاتهامات، وقالت إنَّ برمجياتها تساعد الحكومات على منع الجريمة والإرهاب.

معاناة مجموعة NSO الإسرائيلية مع برامج التجسس الإسرائيلية بدأت مع فضيحة التجسس على رؤساء دول، في مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتقارير عن بيع الشركة الإسرائيلية برامجها لأكثر من بلد عربي؛ وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى معاقبة الشركة.

 قال موقع صحيفة Haaretz الإسرائيلية، إن شركة NSO Group Technologies، التي تستعمل برامجها في اختراق الهواتف الخلوية، باعت في الأعوام الماضية برمجية التجسس بيغاسوس Pegasus مقابل مئات الملايين من الدولارات إلى الإمارات ودول أخرى بالخليج، استعملتها في مراقبة النشطاء المعارضين للنظام، بتشجيع ووساطة رسمية من الحكومة الإسرائيلية.

تحميل المزيد