قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس 8 سبتمبر/أيلول 2022، إن واشنطن أبلغت تل أبيب رسالة، مفادها أن الاتفاق النووي الجديد بين إيران والقوى العالمية لم يعد مطروحاً على الطاولة، ولن يجري توقيعه في المستقبل القريب.
بحسب صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، فإن هذه الرسالة نُقِلَت إلى رئيس الوزراء يائير لبيد خلال محادثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من مسؤولي الإدارة الأمريكية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه النتيجة قد تدفع لبيد إلى التباهي خلال حملته الانتخابية المقبلة، خاصةً في مواجهة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي هاجم رئيس الوزراء مراراً بسبب هذه القضية.
إذ مثّل الاتفاق النووي المحتمل محوراً لمباحثات إسرائيل الأمنية والدبلوماسية خلال العام الماضي، في ظل ترقُّب تل أبيب القلق للمفاوضات بين إيران وممثلي القوى العالمية بفيينا، إضافة إلى تبادل مسودات الاتفاق بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة.
اختلافات بين أمريكا وإيران
وقال الأمريكيون إن إطار الاتفاق النووي الجديد كان سيُلزم إيران بعدم تخصيب اليورانيوم بدرجةٍ تزيد على 3.76%، وألا تصل لمعدلات يمكن معها إنتاج سلاحٍ نووي، بموجب الاتفاق المقترح.
بينما أدلى الأمريكيون بتصريحات قالوا خلالها إن إيران يجب أن تتخلى عن كامل حيازاتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% بموجب الاتفاق أيضاً، مما يعني ضرورة إخراج مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران، أو إذابتها.
كما سيجري تفكيك أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتخزينها على الأراضي الإيرانية داخل مستودعٍ خاضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب الاتفاق.
وقال الأمريكيون إن إيران لن تتمكن من معالجة البلوتونيوم على الإطلاق، لأن بالإمكان استخدامه في صنع الأسلحة، كما ستُعيد تصميم مفاعل البلوتونيوم في آراك بحيث لا يتمكن من إنتاج مواد تدخل في تصنيع القنابل النووية.
كما تعهد الأمريكيون بتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تجديد مراقبتها الصارمة للمنشآت النووية داخل إيران في حال توقيع الاتفاق، وذلك بعد أن عرقل الإيرانيون عمليات المراقبة بشكلٍ كبير.
ومثلت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إحدى نقاط الخلاف الرئيسية التي تدخلت فيها إسرائيل. حيث رفضت إيران السماح للوكالة باستئناف أنشطتها، بينما أصرت الولايات المتحدة على استئناف الأنشطة بعد ضغوطات تل أبيب.
خوف في تل أبيب
يمكن القول إن الاتفاق المحتمل مع إيران قد تسبب في خلافٍ وجدل كبيرين بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلاً عن كثير من التوترات الداخلية في تل أبيب.
كان رئيس الموساد، دافيد بارنياع، قد حذّر من مخاطر عودة الاتفاق النووي، في جلسة إطلاع لمراسلي الدفاع قبل أسبوعين، حيث نقل تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت أن بارنياع حذّر في اجتماعه برئيس الوزراء من أن الصفقة ستسمح لإيران بالحصول على قدرات كبيرة.
أفاد بارنياع بأن مئات المليارات من الدولارات ستتدفق على إيران بعد رفع العقوبات، فضلاً عن أن الأموال ستُستخدم لتقوية الجماعات التي تطوق الاحتلال مثل حزب الله، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وأردف أن الإيرانيين سيعجلون بتنفيذ رؤية "الهلال الشيعي" الذي يمتد من حدودهم مع العراق وصولاً إلى البحر المتوسط، مما سيقوي الحوثيين في اليمن والميليشيات المؤيدة لإيران بالمنطقة. وأضاف بارنياع أن توقيع الاتفاق سيمثل "كارثة استراتيجية"، وأعلن أنه لن يكون مُلزماً لإسرائيل.