سُجن وعاد أقوى مما كان ومرشح لقيادة المخابرات.. من هو جبار مهنَّى الذي عُين قائد مديرية الأمن الخارجي الجديد في الجزائر؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/04 الساعة 15:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/22 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
حفل تنصيب الجنرال جبار مهنى (صفحة وزارة الدفاع الجزائرية على فيسبوك)

عين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجنرال جبار مهنى، قائداً جديداً لمديرية الأمن الخارجي، وهي أهم أفرع جهاز المخابرات الجزائرية. 

وجاء التعيين مفاجئاً، خاصة أن تبون كان قد عين مديراً للمديرية ذاتها، الجنرال عبد الغني راشدي قبل شهر فقط. 

وعرفت مديرية الأمن الداخلي والتوثيق 5 تغيرات في ظرف 3 سنوات، بمعدل 7 أشهر لكل مسؤول، وهو رقم كبير وغير مسبوق يضع عدة علامات استفهام، ويؤثر بلا شك على فعاليته. 

ويُعد جهاز الأمن الخارجي أحد أبرز الأفرع الثلاثة للمخابرات الجزائرية، الذي أعيدت هيكلته عام 2016 من قبل الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.  

ويختص الأمن الخارجي بالملفات الأمنية الخارجية، ويدير مكاتب له في عدد من الدول، ويتولى التنسيق مع أجهزة الاستخبارات للدول التي تتعاون مع الجزائر، إضافة إلى متابعة المعارضين الجزائريين في الخارج، وكذلك القضايا والسياسات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالجزائر وتحليلها. 

تغييرات قياسية 

لا شك أن التغيرات الكثيرة في أهم فروع المخابرات كمديرية الأمن الخارجي، تؤثر بشكل مباشر على أدائها في ظل الأزمات المتصاعدة مع المغرب وإسبانيا بسبب نزاع الصحراء، فضلاً عن الصراع مع مصر والإمارات في ليبيا وفرنسا في مالي. 

وأقيل المدير الأول كمال الدين رميلي في أبريل/نيسان 2020، وعُيّن مكانه اللواء يوسف بوزيت، وأقيل بعد 7 أشهر في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، ليخلفه اللواء نور الدين مقري. 

وفي 15 مايو/أيار 2022 أقيل مقري، وتم تعيين اللواء جمال مجدوب كحال خلفاً له. وفي 19 يوليو/تموز الماضي أسندت قيادة الجهاز إلى اللواء عبد الغني راشدي ليبقى في منصبه قرابة 40 يوماً، ثم يقال ليخلفه الجنرال جبار مهنى. 

وزير الدفاع الجزائري سعيد شنقريحة (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزير الدفاع الجزائري سعيد شنقريحة (صفحة الوزارة على فيسبوك)

من هو جبار مهنى؟ 

يعد القائد الجديد لمديرية الأمن الخارجي جبار مهنى، أحد المخضرمين في جهاز المخابرات الجزائري، ومن رجالات الدولة العميقة كما تسمى هناك. 

وتقلد مهنى عدة مناصب في جهاز الأمن والاستعلام، وكان مقرباً من الفريق محمد مدين، الملقب بتوفيق، الذي قاد المخابرات الجزائرية لربع قرن. 

ولا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط كغيره من ضباط المخابرات الجزائرية، الذين لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة بشأنهم، لكن المعروف عنه أنه من مواليد ولاية تيزي وزو (منطقة القبائل). 

وتدرج مهنى في مختلف الرتب منذ التحاقه بالجيش بعد الاستقلال، وترقى إلى رتبة لواء سنة 2009.

وقاد مديرية مصالح أمن الجيش، وبعد إقالة الفريق محمد مدين سنة 2015، بدأ الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وقائد الجيش السابق أحمد قايد صالح في مطاردة رجاله، وكان مهنى أحدهم، حيث أودع السجن العسكري في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019. 

ووجهت لمهنى تهم تتعلق بالتعسف في استعمال السلطة والثراء غير المشروع، ثم تمت تبرئته، ليغادر السجن في شهر يوليو/تموز 2020. 

وأعاده تبون إلى الواجهة في شهر سبتمبر/أيلول 2021 بعد استحداث مديرية جديدة خاصة بمكافحة التخريب والإرهاب. 

وقالت مصادر إعلامية إن المديرية الجديدة كان هدفها محاربة حركة رشاد الإسلامية والماك الانفصالية. 

ووفق مصادر مطلعة لعربي بوست؛ فإن هذه المديرية ستحل بعدما غادرها جبار مهنى. 

وأضافت المصادر ذاتها أن التنظيمين اللذين وضعتهما الجزائر على قوائم الإرهاب لم يعودا يشكلان خطراً كبيراً، لا سيما بعد أن تم السماح للكثير من منتسبيهما في الخارج بدخول البلاد مقابل التخلي عن أفكارهم. 

بوابة التقاعد أم بداية جديدة؟ 

بالنظر إلى السنوات الثلاث الماضية فإن مديرية الأمن الخارجي كانت بوابة لتقاعد كل من يتولاها، فهل سيجري على جبار مهنى ما جرى على سابقيه؟ 

قالت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" إن مهنى مرشح بقوة لتولي قيادة جهاز المخابرات ككل. 

ولم يعد للجهاز الأقوى في الجزائر قائد محدد، بعد إقالة الفريق توفيق في 2015 وسجن خليفته بشير طرطاق في 2019.

حيث كان له في السابق قائد يسمى مدير جهاز الأمن والاستعلام، وبعد إعادة الهيكلة في 2015 أصبح لها منسق بين المديريات، وبعد الحراك الشعبي أصبحت مديريات مستقلة تابعة لقيادة أركان الجيش. 

ويجري الآن التفكير في العودة إلى تعيين قائد للجهاز ككل يضم جميع المديريات تحت لوائه، حسب مصادر "عربي بوست".

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد