أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع استثناءات قليلة، إعادة التوطين المؤقتة للأفغان في أمريكا والتركيز على لمّ شمل الأسر للأقارب من الدرجة الأولى، مع تيسير السبل أمامهم للحصول على إقامة دائمة، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، حسب ما نقلته وكالة رويترز الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022.
تأتي مراجعة السياسة بعد انتقادات وجهها بعض النواب ومنظمات اللاجئين وجماعات المحاربين القدامى بأن الإدارة فشلت في التخطيط المناسب لإجلاء الأفغان المعرضين لخطر انتقام حركة طالبان عندما سحبت واشنطن آخر جنودها من أفغانستان قبل عام.
تقول الإدارة إن عملية الإجلاء، التي شابتها الفوضى في مطار كابول وتفجير انتحاري أدى إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً وأكثر من 170 أفغانياً، كانت ناجحة. وأعيد توطين ما يقرب من 90 ألف أفغاني بالولايات المتحدة، في واحدة من أكبر العمليات من نوعها.
قال المسؤول الكبير في أثناء إطلاع الصحفيين الأربعاء على التغييرات في سياسة إعادة التوطين، إن "التزام الإدارة تجاه حلفائنا الأفغان مستمر. هذا الالتزام ليس له تاريخ انتهاء". وتسري السياسة المعدلة، التي أطلق عليها اسم الترحيب الدائم، اعتباراً من الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
كما أوضح المسؤول أنه بموجب التغييرات، ستتوقف أمريكا، مع استثناءات قليلة، عن السماح للأفغان بالدخول المشروط لأسباب إنسانية، وهو برنامج خاص يمنح الدخول المؤقت بدون ضمان الحصول على إقامة دائمة قانونية.
بينما أشار المسؤول إلى أن السياسة المعدلة ستركز على نقل الأقارب من الدرجة الأولى للمواطنين الأمريكيين وحاملي البطاقة الخضراء والأفغان الحاصلين على تأشيرات الهجرة الخاصة إلى الولايات المتحدة من المعرضين لخطر انتقام طالبان بسبب عملهم لصالح الحكومة الأمريكية.
أضاف المسؤول أن أفراد الأسرة الذين يتم قبولهم من هذه الفئات سيتمتعون بـ"وضع هجرة دائمة وطويلة الأجل"، مما يسمح لهم "بالاستقرار والاندماج بسرعة أكبر في مجتمعاتهم الجديدة" داخل أمريكا.
كما قال المسؤول الأمريكي: "نحن نعلم أن لمّ شمل الأسر يظل حقاً أولوية قصوى بالنسبة للأفغان أنفسهم وللمجتمعات التي تهتم بهم وللمناصرين لهم في جميع أنحاء البلاد وكذلك لمجموعات قدامى المحاربين.. وبالنسبة لنا أيضاً".
تأتي السياسة المعدلة، بعد أشهر من المحادثات بين الإدارة وتحالف أفغانستان-إيفاك، وهو يضم مجموعات تساعد في إجلاء الأفغان وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة.
حيث قال شون فانديفر، رئيس التحالف: "إنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا"، مضيفاً أن الإدارة لا تزال بحاجة إلى تحسين سبل معالجة الطلبات المتعلقة بتأشيرات الهجرة الخاصة وزيادة رحلات إعادة التوطين.