قضت أعلى محكمة إدارية في فرنسا، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، بإمكانية ترحيل الإمام المغربي حسن إيكوسين من البلاد، وذلك بعد اتهامات "بتوجيهه دعوات إلى الكره والعنف"، خصوصاً بحق الجالية اليهودية والنساء، حسب القضاء الفرنسي.
يأتي هذا القرار بعدما علق القضاء الفرنسي، مطلع أغسطس/آب الحالي، قرار ترحيل إيكوسين إلى المغرب، معتبراً أن هذه الخطوة "ستمس بحياته الخاصة والأسرية بشكل غير متناسب"، فيما قرر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الاستئناف على قرار القضاء.
وخلافاً للحكم الأول، وجد مجلس الدولة، الذي يعمل كمحكمة عليا للعدالة الإدارية، أن ترحيله إلى المغرب لن يكون تدخلاً غير متناسب مع حقه في أن تكون له حياته الخاصة والأسرية.
بدوره، وصف وزير الداخلية الفرنسي دارمانان، قرار المحكمة الأخير بأنه "نصر كبير للجمهورية، سيتم ترحيله".
بينما ردت محامية إيكوسين على تويتر بأن المعركة القانونية لم تنته بعد، وأن موكلها لا يزال يفكر في اللجوء للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
معركة قضائية
وفي يوليو/تموز الماضي، قررت السلطات الفرنسية ترحيل إيكوسين من فرنسا إلى المغرب، ورحب الوزير الفرنسي بالقرار، بأن ما يبرر هذا الترحيل هو أن "هذا الداعية يتبنى منذ أعوام خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، يتنافى ومبادئ العلمانية والمساواة بين الرجال والنساء".
فيما ردَّ الإمام المغربي حسن إيكويسن، عبر صفحته على موقع فيسبوك: "يؤخذ عليّ اليوم أنني أدلي بتصريحات تنطوي على تمييز وربما عنف، الأمر الذي أرفضه بشدة، أثق بالقضاء بهدف إلغاء قرار الطرد".
لكن محكمة باريس الإدارية أبطلت القرار السابق، في 5 أغسطس/آب الحالي، واعتبرت أن "السبب الوحيد القائم على وجود أعمال تحريض صريح ومتعمد، على التمييز ضد المرأة، لا يمكنه أن يبرر إجراء الطرد، دون المساس بشكل خطير وغير متناسب بحقه في العيش حياة خاصة وعائلية عادية".
وأشارت المحكمة بشكل خاص إلى أن الإمام البالغ من العمر 57 عاماً مولود في فرنسا، وقالت إنه يقيم منذ ولادته مع زوجته وأولاده الخمسة الفرنسيين وأحفاده الخمسة عشر الفرنسيين.
أما قرار المحكمة الإدارية العليا اليوم، فقد ألغى بدوره حكم تعليق الطرد، ما يعني أن الإمام المغربي قد يتعرض للترحيل في أي لحظة، ما لم يقدم استئنافاً جديداً ضد القرار.
الإمام المغربي حسن إيكوسين
والداعية الإسلامي نشط جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه قناة على يوتيوب يتابعها 169 ألف شخص، إضافة إلى أن صفحته على فيسبوك تضم 42 ألف مشترك.
كان حسن إيكويسن (57 عاماً)، اتُّهم العام 2004 بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية من جانب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، الذي رفع شكوى في حقه لدى اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا.
فيما يقيم الإمام في لورش بشمالي فرنسا. وبحسب المعلومات التي جمعتها شرطة المنطقة ونشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، فقد واصل إلقاء خطب "كراهية في حق قيم الجمهورية، وبينها العلمنة" و"المساواة بين النساء والرجال"، وإطلاق "نظريات معادية للسامية". ويؤخذ عليه أيضاً المساهمة "في نظريات مؤامرة بشأن الإسلاموفوبيا".
كما أنه في 22 يونيو/حزيران الماضي، أدلت اللجنة الإقليمية لطرد الأجانب برأي يؤيد ترحيله، وفق ما قالته وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس، مؤكدةً معلومة أوردتها أسبوعية "لو بوان". وأضاف المصدر نفسه أن قرار الطرد "سيُتخذ في الساعات المقبلة".