نقلت وكالة رويترز عن شهود، السبت، 27 أغسطس/آب 2022، أن قتالاً "عنيفاً" اندلع في العاصمة الليبية طرابلس منذ الليل، واستمر حتى صباح السبت، حيث تبادلت الفصائل المتناحرة إطلاق النار بكثافة، ودوت أصوات عدة انفجارات عالية في أنحاء المدينة.
وقال الشهود إن الاشتباكات اندلعت في وسط مدينة طرابلس وسط أزمة سياسية بشأن السيطرة على الحكومة الليبية شهدت حشداً متزايداً للجماعات المسلحة حول العاصمة في الأسابيع القليلة الماضية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، تم تداولها على الإنترنت لوسط المدينة، "ولم تتمكن رويترز من التحقق منها حتى الآن"، عربات عسكرية مسرعة في الشوارع، ومقاتلون يطلقون النار، وسكان محليون يحاولون إخماد الحرائق.
"شعور مروع"
بدوره، قال عبد المنعم سالم، من سكان وسط طرابلس: "هذا مروّع. لم أستطع النوم أنا وعائلتي بسبب الاشتباكات. كان الصوت مرتفعاً جداً ومخيفاً للغاية"، مضيفاً: "بقينا مستيقظين في حال اضطررنا إلى المغادرة بسرعة. إنه شعور مروع".
في السياق، لم تصدر وزارتا الداخلية والصحة أي تعليق حتى الآن بشأن القتال الذي توقف في وقت متأخر من الصباح أو بخصوص وقوع إصابات.
يشار إلى أن المواجهة الرئيسية في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وإدارة منافسة تحت قيادة فتحي باشاغا يدعمها برلمان شرق البلاد.
وحذرت بعثة الأمم المتحدة في البلاد هذا الأسبوع من أي محاولة لحل النزاع بالعنف.
انتشار مسلح في طرابلس
ومنذ أيام تشهد أطراف العاصمة الليبية طرابلس تحشيدات عسكرية لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وفق ما نقلته "الأناضول" عن مصدر عسكري.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
في حين شهدت المناطق الجنوبية للعاصمة، طرابلس، الخميس، 25 أغسطس/آب، انتشار وتوزيع قوات عسكرية تتبع لحكومة الدبيبة؛ تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل كتائب مسلحة تتبع حكومة باشاغا.
تأتي هذه التحركات بعد يومين من توجيه باشاغا خطاباً إلى الدبيبة، طالبه فيه بتسليم السلطة. واعتبر مراقبون أن طلب باشاغا هو تمهيد لدخول العاصمة، خاصة مع انتشار كتائب مسلحة تتبع للمنطقة العسكرية الغربية، موالية لحكومته.