ذكرت مصادر عسكرية محلية أن الجيش الأمريكي قصف، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، عدة أهداف بمدينة الميادين السورية الواقعة في مناطق بمحافظة دير الزور خاضعة لسيطرة الحكومة، في اليوم الثالث من المناوشات مع جماعات مدعومة من إيران.
قالت المصادر لوكالة رويترز، إن ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء من جماعة مسلحة متحالفة مع إيران قُتلوا عندما استهدفتهم طائرة هليكوبتر أمريكية بينما كانوا على وشك تجهيز قاذفة صواريخ في البلدة الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
ونشر التحالف الدولي مقاطع مصورة قال إنها للمواقع التي تم استهدافها في دير الزور قبل يومين، فيما تنفي طهران علاقتها بالمواقع المستهدفة.
وتتمتع الجماعات المسلحة الإيرانية بوجود قوي في البلدة، ولطالما استهدفت حقل العمر النفطي القريب على الضفة الشرقية للنهر حيث توجد أكبر قاعدة للتحالف الأمريكي في سوريا.
استُهدفت القاعدة المعروفة أيضاً باسم "القرية الخضراء" الليلة الماضية، في اليوم الثاني على التوالي من الاشتباكات بين الجيش الأمريكي والمسلحين المدعومين من إيران، مما أدى إلى إصابة جندي أمريكي واحد على الأقل ومقتل ما يصل إلى أربعة مسلحين، وفقاً للجيش الأمريكي.
ثلاثة أيام من التوتر
يلقي أحدث تبادل لإطلاق النار الضوء على التوترات العسكرية، على الرغم من الجهود الدبلوماسية بين طهران والغرب لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في 2015، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
الحادث جاء بعد يوم من موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على توجيه ضربات جوية أمريكية في سوريا على مستودع للأسلحة ومنشآت أخرى تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني.
حيث قال الجيش الأمريكي إن فصائل يشتبه في أنها متحالفة مع إيران، نفذت هجومين منفصلين، الأربعاء.
كما ذكر في بيان، أن عدة صواريخ سقطت داخل محيط موقع دعم البعثة "كونوكو" في شمال شرقي سوريا، أعقبها على نحو سريع إطلاق صواريخ قرب موقع دعم البعثة "القرية الخضراء".
أضاف بيان الجيش الأمريكي، أن هذا دفع القوات الأمريكية إلى الرد من طائرات هليكوبتر قتلت، وفقاً لتقديرات أولية، اثنين أو ثلاثة من المسلحين الذين نفذوا أحد هذه الهجمات.
فيما قالت القيادة العسكرية المركزية إن الجندي الأمريكي المصاب هو أحد أفراد موقع دعم البعثة "كونوكو" وعاد إلى تأدية واجبه بعد علاجه. وذكرت أنه يجري فحص جنديين آخرين لإصابتهما بإصابات طفيفة.
بينما قال الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في بيان: "نراقب الوضع من كثب". وقد تكون أحدث الهجمات التي نفذتها فصائل متحالفة مع إيران رداً على الضربات الجوية التي أمر بها بايدن يوم الثلاثاء.
في وقت سابق من الأربعاء، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أي صلة لإيران بمواقع استهدفتها الولايات المتحدة في سوريا، حسب ما نقلته وكالة رويترز.
أضاف كنعاني: "الهجوم الأمريكي على البنية التحتية والشعب السوري انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها. المواقع المستهدفة لا صلة لها بالجمهورية الإسلامية".
جاءت الضربة بينما تستهدف الولايات المتحدة الرد على مسودة اتفاق اقترحه الاتحاد الأوروبي، من شأنها إعادة العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، والذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب، ويسعى الرئيس الحالي جو بايدن إلى إحيائه.
فيما قال الجيش الأمريكي، في بيان، إن مثل هذه الضربات تهدف إلى حماية القوات الأمريكية من هجمات الجماعات المدعومة من إيران.
حيث استشهد بحادث من هذا القبيل وقع في 15 أغسطس/آب، قالت رويترز إنه اشتمل على هجوم بطائرة مسيّرة على مجمع يديره التحالف ومقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة، لم يوقع إصابات.