ذكر موقع NBC News الأمريكي في تقرير نشره الأحد 21 أغسطس/آب 2022، أن الصين تقول إنها سوف تحاول حماية حصاد الحبوب من موجات الجفاف القياسية عن طريق استخدام الكيماويات التي تُستخدم للاستمطار.
يأتي ذلك في الوقت الذي انتظرت فيه المصانع بجنوب غربي البلاد لترى ما إذا كانت ستغلق أبوابها لأسبوع آخر، بسبب شح المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية.
الصين تواجه أزمة شح في المياه
إذ إن فصل الصيف الحالي هو الأشد جفافاً وحرارةً منذ أن بدأت الصين في تسجيل قياسات الطقس منذ 61 عاماً، مما تسبب في ذبول المحاصيل وأفرغ خزانات المياه من نصف مستويات طاقاتها الاستيعابية الاعتيادية. أُغلقت المصانع في مقاطعة سيتشوان لتوفير الطاقة من أجل المنازل، في ظل ارتفاع الطلب على استخدام مكيفات الهواء، حيث ارتفعت درجات الحرارة لتصل إلى نحو 45 درجة مئوية.
قال وزير الزراعة الصيني، تانغ رينجيان، إن الأيام العشرة القادمة تعد "مدة زمنية مهمة لمقاومة التلف" بالنسبة لمحصول الأرز في جنوب الصين، وذلك حسبما نشرت صحيفة Global Times الصينية.
أوضح تانغ يوم الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، أن السلطات سوف تتخذ خطوات طارئة كي "تصون محصول الحبوب في الخريف"، والذي يشكل 75% من إجمالي المحصول السنوي في الصين، وهو ما ذُكر في تقرير الصحيفة الصينية.
محاولة زيادة الأمطار
من جانبها قالت وزارة الزراعة الصينية على موقعها، إن السلطات سوف "تحاول زيادة الأمطار" عن طريق تكثيف السحب باستخدام الكيماويات، ورش المحاصيل بـ"وسيلة لاستبقاء المياه" للحد من التبخر. لكن الوزارة لم تقدم مزيداً من التفاصيل حول أماكن تنفيذ هذه العملية.
فيما تُفاقم هذه العراقيل التحديات التي تواجه الحزب الشيوعي الصيني، الذي يحاول دعم تباطؤ النمو الاقتصادي قبل عقد اجتماع في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما يُتوقع أن يمنح الرئيس الصيني شي جين بينغ نفسه ولايةً رئاسيةً ثالثةً لمدة خمس سنوات في منصب الرئيس.
انخفاض حصاد الحبوب في الصين
من ناحية أخرى يقول موقع NBC News إن انخفاض حصاد الحبوب في الصين يمكن أن يحمل تأثيراً عالمياً محتملاً. فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الواردات، ويضيف مزيداً من الضغط التصاعدي على مستويات التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تصل إلى أعلى مستويات لها منذ عقود.
كذلك انتظرت آلاف المصانع في مقاطعة سيتشوان، التي تصنع ألواح الطاقة الشمسية ورقائق المعالجات الحاسوبية والسلع الصناعية الأخرى، من أجل أن تتخذ قراراً إذا كان الإغلاق الذي استمر لستة أيام سوف يستمر أم لا.
فيما قالت وثيقة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وقيل إنها صادرة عن وزارة الصناعة الاقتصادية والمعلوماتية في سيتشوان، إن الإغلاق سوف يستمر حتى الخميس 25 أغسطس/آب 2022، ولكن لم يكن هناك أي تأكيد رسمي.
كما أوضح موقع NBC News أن الوزارة المحلية وحكومة المقاطعة لم تردا على أي مكالمات هاتفية للاستفسار عن الوثيقة والقرار الوارد فيها.
من جانبها تقول حكومة سيتشوان وحكومة مقاطعة هوبي المجاورة لها، إن آلاف الفدادين من المحاصيل فُقدت تماماً، وإن الملايين منها كانت في حالة تلف.
إعلان حالة الجفاف الطارئة
في الوقت نفسه أعلنت حكومة هوبي حالة جفاف طارئة، السبت 20 أغسطس/آب، وقالت إنها سوف تستخدم المساعدات المخصصة للكوارث. وقالت حكومة سيتشوان إن 819 ألف شخص يواجهون شُحّاً في مياه الشرب.
كانت سيتشوان المقاطعةَ الأشد تضرراً من موجة الجفاف؛ نظراً إلى أن 80% من الطاقة التي تستخدمها تعتمد على الطاقة الكهرومائية التي تولدها السدود.
فيما تلقت المكاتب ومراكز التسوق أوامر بإطفاء الأضواء ومكيفات الهواء. وقالت إدارة مترو الأنفاق بمدينة تشنغدو، عاصمة المقاطعة، إنها أطفأت آلاف الأضواء في المحطات. وفي غضون ذلك، عانى آخرون من الفيضانات المفاجئة الفتاكة.
كذلك فقد تسببت الفيضانات بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي البلاد في مقتل 25 شخصاً، إضافة إلى ثمانية آخرين لا يزالون في عداد المفقودين، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" نقلاً عن السلطات المحلية في المقاطعة.
من ناحية أخرى قال التقرير إن الانهيارات الطينية وفيضانات الأنهار التي حدثت في وقت متأخر من يوم الخميس 18 أغسطس/آب 2022، ضربت ست قرى في مدينة داتونغ بمقاطعة تشينغهاي، حيث أُجبر نحو 1500 شخص على مغادرة منازلهم.