حالة من الحزن والأسى سادت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022، بعد الإعلان عن وفاة الشابة اللبنانية هناء خضر التي ظلت تصارع الموت لأكثر من 10 أيام في المستشفى، بعد أن قام زوجها بإضرام النار بجسدها لرفضها إجهاض جنينهما.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع محلية صوراً للشابة هناء البالغة من العمر 21 عاماً وهي ترقد داخل غرفة العناية الفائقة، وتصارع الموت بعد أن أحرقت النيران كامل جسدها، وتسببت بفقدان جنينها الذي كانت تستعد للقائه بعد 3 أشهر.
وشيّع جثمان هناء إلى مثواه الأخير، الأربعاء، في بلدتها المقيبلة بمنطقة وادي خالد الحدودية في أجواء من الحزن والغضب التي خيّمت على عائلتها وعلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بملاحقة زوجها الذي قام بقتلها هي وجنينها.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن زوج الضحية الذي يشتكي من ضائقة مالية، قام بإضرام النار بجسدها بعد تعنيفها بسبب رفضها إجهاض جنينها، وغطت حروق من الدرجة الثالثة جسد هناء التي كانت تقبع منذ أيام في غرفة الإنعاش إلى أن فقدت حياتها.
وسادت حالة من الحزن والأسى على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تساءل روادها عن سبب حالات الإجرام التي يشهدها العالم العربي مؤخراً ضد النساء، مطالبين بملاحقة المتورطين وعدم التساهل معهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
النائب في البرلمان اللبناني مارك علق على الحادثة قائلاً: "نساء كثيرات قضين جراء العنف المنزلي وأخريات تستمر معاناتهن أما القلة القليلة فهن من الناجيات #هناء_الخضر توفيت اليوم بعد أن أحرقها زوجها هي وجنينها".
فيما تساءلت فاطمة في تغريدة قالت فيها: "توفت بعدما حرقها زوجها وهي حامل، بدي أعرف أهلها ليش ما راحوا دقوا دق وعلقوا وسلموه لقوى الأمن والقضاء؟! لإمتى في أهل بدهم يضحوا ببناتهم بس كرمال ما تطلق أو تحت مسمى تخرب بيتها؟! الأهل عليهم نصف المسؤولية، بس يعرفوا بنتهم عم تتعنف!".
أما المغردة هبة، فاستشهدت بآيات قرآنية للتعليق على الحادثة قائلة: "بالزواج والخلافات شو ما كان السبب (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) صدق الله العظيم، هناء الخضر لروحك الرّحمة والسّلام".
ويشار إلى أنه في وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من تزايد حالات العنف ضد المرأة في لبنان، بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها البلد، إذ قالت آن ديسمور، السفيرة السويدية، وراشيل دور-ويكس، رئيسة مكتب "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، في لبنان،
إنه يجب إعلان العنف ضد المرأة في لبنان حالة طوارئ.
وأشارت التقديرات في 2018 مع تأزم الأوضاع الاقتصادية في لبنان، إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء متزوّجات تعرّضت إلى العنف، وقد مارسه عليها أحد أقاربها الذكور. ومُذاكَ، هذه النسبة في ارتفاع، متفاقمة بفعل الأزمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في لبنان.