كانت مرتقبة أن تكون في المغرب.. لماذا ألغت إسرائيل قمة الذكرى الثانية لاتفاقية “أبراهام”؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/16 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/22 الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش
الوزراء المشاركون في "قمة النقب" – رويترز

فجأة أعلنت إسرائيل رسمياً عن إلغاء قمة كانت ستُعقد بين الدولة الموقِّعة على اتفاق "أبراهام"، وذلك بمناسبة مرور سنتين على التوقيع بين تل أبيب و4 دول عربية في البيت الأبيض بواشنطن.

إسرائيل كانت تعتزم تنظيم قمة أو مؤتمر بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع مع تل أبيب في السنتين الأخيرتين؛ وهي: الإمارات، والبحرين، والمغرب، برعاية الولايات المتحدة.

وكان من المتوقع، حسب ما أعلن عنه الإعلام الإسرائيلي، أن يُسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب، آخر الدول الموقِّعة على الاتفاق، حيث كانت ستُعقد هذه القمة. 

رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد /رويترز
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد /رويترز

لماذا أُلغيت القمة؟

رسمياً أعلن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فيرج، في تصريح لـ"صحيفة هآرتس" صحة إلغاء هذه القمة، موضحاً أن ذلك جاء "بسبب الانتخابات ومن أجل عدم إشراك الشركاء في الحملة الانتخابية".

"صحيفة هآرتس" كشفت أيضاً أن دبلوماسيين من الدول الموقعة على اتفاق أبراهام، رفضوا حضور قمة في إسرائيل، باستثناء وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة.

وقالت هذه الأخيرة: إن بوريطة أكد حضوره للقمة شهر يوليو/تموز، وفي كل الأحوال فهو سيُسافر إلى العاصمة تل أبيب ليحضر مراسم افتتاح السفارة المغربية في إسرائيل.

من جهته أكدت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن سبب إلغاء القمة هو قرب موعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، المقرر إجراؤها في فاتح نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

نفس الشيء أكدته الصحافة الإسرائيلية، التي قالت إن دبلوماسيي الدول "المطبعة" يتجنبون إظهارهم في الحملات الانتخابية للزعماء الإسرائيليين، وتخوفوا من أن يستغل يائير لابيد القمة للترويج لنفسه سياسياً.

من جهته أفاد مصدر إسرائيلي بأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد كانت مرتقبة فعلاً للمغرب، وإن لم يؤكد أحد ذلك حتى الآن، لاعتبارات عدة، منها الوضعية السياسية الحالية في إسرائيل، واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.

وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في اجتماعات
وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في اجتماعات "النقب"/ رويترز

وأوضح المصدر في تصريحه لـ"عربي بوست" أن زيارة لابيد للرباط تأتي "ضمن حملة الانتخابات في إسرائيل، فقد اعتاد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي يقود المعارضة اليوم، أن يقوم بزيارات رسمية إلى دول مختلفة قبيل الانتخابات، ليدل على أنه شخصية مرموقة وشخصية عالمية".

لهذا "أعتقد أن لابيد يقوم بنفس الخطوات ليثبت أنه رئيس وزراء ناجح وله علاقات دولية مع رؤساء دول في العالم، اعتقاداً منه أن هذا الموضوع يساعده على زيادة قوته في الانتخابات في إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي برئاسته"، يردف المصدر ذاته.

لكن من جهة أخرى "هناك رغبة من إسرائيل، ومن المغرب لتوسيع العلاقات وترسيخها في كافة المجالات، على اعتبار أن الزيارات بين مسؤولي البلدين تعد امتداداً للاجتماعات السابقة التي عقدت في إسرائيل"، يستطرد المصدر الإسرائيلي.

حلف ضد إيران وروسيا

في مستوى آخر مما كان متوقعاً بشأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، قبيل الانتخابات التشريعية في إسرائيل، "يبرز الخطر الإيراني المحدق مستقبلاً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يستدعي تحالفاً بين الدول الموقعة على اتفاق أبراهام والولايات المتحدة، باعتباره، بشكل أو بآخر، درعاً وقائياً احترازياً من الخطر الشيعي الإيراني"، يذكر رئيس المرصد المغاربي للدراسات الدولية، الحسين كنون.

ويعتبر كنون في حديثه لـ"عربي بوست"، أنه من "مصلحة هذه الدول أن تضع يدها بطريقة أو بأخرى مع إسرائيل، من أجل الحفاظ على أمنها القومي المهدد بخطر إيران وبسلاحها النووي، على اعتبار أنها توغلت في اليمن وفي لبنان وفي العراق وفي شمال إفريقيا".

ضمن الرأي ذاته، يرى أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة (شرق)، خالد الشيات، أن "الزيارة هذه للابيد، وتمتين العلاقات على المستوى الاستراتيجي بين المغرب وإسرائيل، تدخل في نسق تقوية الجبهة الليبرالية بقيادة الولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا، ومنها إلى إفريقيا عموماً، لمحاصرة روسيا من ناحية، والصين من ناحية ثانية تجارياً، ثم إيران وآليتها حزب الله في إفريقيا أيضاً".

وأوضح الشيات، في اتصاله بـ"عربي بوست"، أن "التعاون الإسرائيلي المغربي اليوم، لا يكمن فقط في إطار ما يسمى بالتطبيع أو اتفاقية أبراهام، ولا بجوانب مرتبطة بالسلام الإسرائيلي العربي عموماً، لكنه دخل في حيز استراتيجي مهم جداً على مستوى العلاقات ومستقبل العلاقات الدولية".

لهذا "فالعلاقات المغربية الإسرائيلية دخلت في نسق أوسع، خصوصاً بعد أن أتمّ العالم تقاطبه على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي والعسكري بين منظومة تقودها الولايات المتحدة، وتريد أن تقوض التفوق التجاري الصيني وصعوده، وأن تفك الارتباط أولاً بين الصين وروسيا"، يردف الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية.

وبيّن المصدر نفسه أن لموسكو "مصالح اقتصادية واستراتيجية في القارة الإفريقية، لذلك فالولايات المتحدة تريد أن تحاصر هذا التوجه الروسي وتجعل من الدول، وعلى رأسها المغرب الحليف التقليدي الاستراتيجي لواشنطن، بوابة لوقف هذا الزحف".

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد