يقول الدكتور آرون جلات، المتحدث باسم الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية: "في الحقيقة هناك عدد قليل جداً من الأسطح النظيفة، لن تقوم أبداً بفحص شيء ما إلا وستجد بعض البكتيريا والجراثيم فيه".
وبينما تعتقد أن مقعد المرحاض ربما يكون أقذر شيء يمكن أن تتعامل معه كل يوم، فأنت محق لدرجة ما، لكن في الواقع تُعد مقاعد المراحيض أقل تلوثاً بالبكتيريا والجراثيم، مقارنة بأشياء أخرى تستخدمها بشكل يومي، ويرجع ذلك أساساً إلى أن المراحيض يتم تنظيفها وتطهيرها في كثير من الأحيان أكثر من الأشياء الأخرى التي نستخدمها.
إذن، ما هي أكثر الأشياء المليئة بالبكتيريا والجراثيم، والتي نتعامل معها يومياً؟
البكتيريا والجراثيم على الهواتف الذكية أكثر من مقعد المرحاض
بحسب دراسة من جامعة أريزونا، فإن الهواتف المحمولة أقذر 10 مرات من مقاعد المراحيض،
وأظهرت دراسة أخرى أن ما يصل إلى واحد من كل 6 هواتف محمولة فيها آثار براز، ويمكن أن تحتوي على جراثيم الإشريكية القولونية، التي يمكن أن تسبب الإسهال وتشنجات المعدة، والتي يمكنها العيش لساعات على سطح دافئ مثل هاتفك.
ولضمان عدم انتشار تلك البكتيريا والجراثيم على هاتفك، احرص على غسل يديك جيداً بالصابون بعد أن تذهب للمرحاض، ويمكن للأقمشة المصنوعة من الألياف الدقيقة أن تنظف الهاتف بشكل أفضل، وهناك بعض المطهرات بالأشعة فوق البنفسجية المتاحة للمساعدة في تنظيف هواتفك.
ولا يُنصح عموماً باستخدام مناديل التعقيم الرطبة للأجهزة الإلكترونية حتى لا تتلف هاتفك.
العملات الورقية والمعدنية.. آثار كوكايين وبكتيريا مهبلية
في الواقع، الأموال قذرة للغاية لدرجة أن بعض العلماء يقترحون أن الانتقال بالكامل إلى المعاملات النقدية الإلكترونية، سيكون بمثابة دفعة كبيرة للصحة العامة بشكل عام.
على سبيل المثال، في دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة "PLOS ONE"، قام الباحثون بسحب أوراق نقدية بقيمة دولار واحد من بنك في مدينة نيويورك، لمعرفة ما كان "يعيش" على العملة الورقية.
احتوت تلك العملات مئات الأنواع من البكتريا والجراثيم، سواء كانت تلك التي تسبب حب الشباب، أو حتى البكتيريا المهبلية، وميكروبات من الفم، والحمض النووي للحيوانات الأليفة.
وأظهرت أبحاث أخرى أن بعض الأوراق النقدية والعملات المعدنية، تحتوي على الإشريكية القولونية والسالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة.
وفي دراسة أُجريت على أوراق نقدية من فئة الدولار الواحد، تم جمعها من مدن مختلفة في الولايات المتحدة، تبين أن ما يقرب من 80% من تلك العملات كان عليها آثار كوكايين.
أزرار الطابق الأول في المصعد أقذر من غيرها
ما دامت الأشياء قد لمسها شخص آخر، فعليك الافتراض بأنها تحتوي على البكتيريا والجراثيم، وأزرار المصاعد ليست استثناء، وجدت دراسة عام 2014 أن أزرار المصاعد في المستشفيات كانت أقذر من المراحيض في المستشفى نفسها.
وبحسب تشارلز جيربا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة بجامعة أريزونا، أن أزرار المصعد في الطابق الأول كانت أقذرها، قال جيربا "الجميع بحاجة للذهاب إلى الطابق الأول، والأسوأ من ذلك، أن هذه الجراثيم تنتقل إلى الأصابع واليدين، التي تتلامس مع الوجه والفم في أغلب الأحيان".
وبينما قد يكون تجنب الضغط على الأزرار شبه مستحيل، فإن لدى الدكتور جيربا بعض التوصيات، مثل: "عقِّم يديك بعد الضغط عليها، أو انتظر حتى يقوم شخص آخر بضغطها نيابة عنك".
أي شيء في غرفة استراحة المكتب وخاصة أكواب القهوة
أبواب الميكروويف والثلاجة والصنبور كلها مغطاة بالبكتيريا والجراثيم، وحتى أكواب القهوة الخاصة بك، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الألبان والغذاء والصحة البيئية، أن 90% من أكواب القهوة المكتبية كانت مغطاة بالجراثيم، و20% من تلك الأكواب تحتوي بالفعل على آثار براز.
ويزداد الأمر سوءاً، على ما يبدو فإن فرصتك في الإصابة بالإشريكية القولونية تزداد بالفعل إذا تم تنظيف الكوب الخاص بك بقطعة قماش، أو غسله باستخدام إسفنجة غسيل الصحون.
في الدراسة، كانت البكتيريا القولونية موجودة على 20% من الأكواب قبل تنظيفها بالاسفنجة، وكانت موجودة 100% بعد تنظيفها بالاسفنجة، يقترح الباحثون إذا كنت تستخدم كوباً قابلاً لإعادة الاستخدام، خذه إلى المنزل كل ليلة وضعه في غسالة الصحون، أو يمكن للمكاتب أيضاً مكافحة المشكلة بوضع غسالة صحون لتنظيف الأكواب.
معدات صالة الألعاب الرياضية، ميكروبات وجراثيم وأمراض جلدية
البيئات الحارة التي يكثر فيها التعرق مثل الصالات الرياضية، هي أماكن مثالية للبكتيريا والفطريات والجراثيم لتزدهر وتنتشر، وجدت دراسة عام 2021 أن أوزان الصالات الرياضية تحتوي على ميكروبات وجراثيم وحتى فطريات أكثر 362 مرة من مقعد المرحاض.
كما يمكن أن تنقل الأجهزة الرياضية أمراض جلدية عديدة مثل "التهاب الجريبات" و"سعفة القدم الفطرية" و"عدوى المكورات العنقودية"
في النهاية عليك أن تعلم أن الجراثيم والبكتيريا لا مفر منها وموجودة في كل مكان، ولحماية نفسك عليك غسل يديك بانتظام وتعقيم الأسطح بشكل صحيح.
وبحسب الدكتور فيليب تيرنو، مدير علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في جامعة نيويورك، "أنه بينما نتواصل باستمرار مع الجراثيم، فإن أقلية صغيرة فقط هي التي ستسبب أي ضرر".
وقال "من بين 60 ألف نوع من الجراثيم التي يتعامل معها الناس بشكل يومي، نحو 1 إلى 2% فقط يحتمل أن تكون خطرة".