أعلنت السلطات في سيراليون، الأربعاء 10 أغسطس/آب 2022، حظراً للتجول على مستوى البلد ذي الغالبية المسلمة، بعد اندلاع احتجاجات عنيفة بسبب غلاء المعيشة، إذ تعد الدولة الثانية التي تشهد اضطرابات إثر التضخم الذي يضرب العالم، وهو ما يجعل دولاً أخرى على موعد مع شعوبها بسبب الأزمات الاقتصادية.
وبدأ حظر التجول الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش) في محاولة لوقف العنف.
بدوره، قال نائب الرئيس محمد جلدة جلوه في خطاب مصور: "هؤلاء الأفراد عديمو الضمير قد شرعوا في احتجاج عنيف وغير مصرح به أدى إلى إزهاق أرواح أبرياء من سيراليون، بينهم أفراد أمن".
وأضاف: "بناء على ذلك تعلن الحكومة حظر التجول على مستوى البلاد.. القطاع الأمني مفوض لتطبيق هذا الأمر تطبيقاً كاملاً".
من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة بريما كامارا إن شرطياً وشرطية تعرضا للضرب حتى الموت على أيدي متظاهرين في الناحية الشرقية من العاصمة فريتاون صباحاً.
يأتي ذلك، فيما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي حشوداً كبيرة من المتظاهرين وأكواماً من الإطارات المشتعلة في شرق مدينة فريتاون.
وظهرت في لقطات أخرى مجموعة من الشبان تقذف الحجارة في شارع مليء بالدخان الأبيض ومجموعة أخرى تهاجم رجلاً على الأرض.
وفي وقت سابق، قال مرصد نت بلوكس لتتبع اضطرابات شبكة الإنترنت إن سيراليون تواجه انقطاعاً شبه كامل للإنترنت، وإن مستوى الاتصال بالشبكة في البلاد يمثل 5% من المستويات الطبيعية.
دعوات للتهدئة
وفي ردود الفعل، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) "ندين أعمال العنف في سيراليون، وندعو إلى الامتثال للقانون والنظام".
بينما أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في سيراليون عن قلقها بسبب أعمال العنف خلال المظاهرات، ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة.
وأضافت البعثة الأوروبية أن سيراليون تُعرف بأنها دولة مسالمة.
ويوم الثلاثاء، طلب منسق الأمن القومي من القوات المسلحة الاستعداد لدعم الشرطة في الفترة من التاسع إلى 12 أغسطس/آب، محذراً من "وضع أمني متقلب" وفقاً لرسالة داخلية تم نشرها على نطاق واسع على الإنترنت.
وتفاقم الإحباط المستمر منذ فترة طويلة تجاه الحكومة في بعض المناطق؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، حيث يعيش أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم حوالي 8 ملايين نسمة تحت خط الفقر، وفقاً لما ذكره البنك الدولي.