أمر النائب العام المصري، الأربعاء 10 أغسطس/آب 2022، بحبس المتهم إسلام محمد أربعة أيام احتياطيّاً على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل المجني عليها طالبة الإعلام المصرية سلمى بهجت عمداً مع سبق الإصرار والترصد في مدينة الزقازيق شمالي مصر.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فقد كشفت التحقيقات حتى تاريخه ارتكاب المتهم الجريمة بعد ملاحقته المجني عليها لفترة هددها فيها وذويها بالإساءة إلى سمعتها وقتلها على أثر رفضهم خطبته لها؛ لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة وشذوذ أفكاره ومعتقداته.
ويوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2022، كشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة المصرية، أن الحادث وقع بممر عمارة سكنية تدعى زيدان بمدينة الزقازيق، حيث حدثت بين المتهم والمجني عليها مشادة كلامية تطورت لمشاجرة، قام خلالها المتهم بطعنها بسكين عدة طعنات قاتلة.
الاستماع لـ11 شاهداً
كما أوضح النائب العام المصري، أنه إلحاقاً بالبيانات السابقة في الواقعة، فقد استمعت النيابة العامة المصرية لأحد عشر شاهداً، منهم خمسة رأوا المتهم حال ارتكابه الجريمة، هم: حارسة العقار، وابنها، وأحد المقيمين فيه، وصاحب حانوت بقالة مجاور للعقار، وصبي يعمل لديه، حيث تواترت أقوالهم حول رؤيتهم المتهم وهو يطعن المجني عليها بمدخل العقار بعدما سمعوا صوت صراخها، وأضاف صاحب الحانوت والعامل لديه أن المتهم كان يجول بمحيط العقار محل الواقعة قبل ارتكاب الجريمة بساعة، وكان يسأل عن مكان مكتب جريدة كائنة بالعقار كشفت التحقيقات عن سابق تلقي المجني عليها تدريباً فيها.
كما استمعت النيابة العامة لشهادة والدَي المجني عليها وخالها، فكان حاصل أقوالهم أن المتهم وابنتهم كانا زميلين بالجامعة ذاتها، وسبق أن تقدم المذكور لخطبتها فرُفِضَ وقتها لحين استكمال الدراسة، ثم لاحظت المجني عليها سوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، فقطعت تواصلها معه، مما دفعه إلى التعرض لها وتهديدها بالإيذاء والقتل وتتبُّعها في كل مكان.
ويوم 29 يونيو/حزيران الماضي كان موعد الاختبار الأخير لها بالجامعة لكنها خشيت من تعرض المتهم لها وطلبت من والدها مرافقتها، ويومئذ فوجئت هي ووالدها بالمتهم ووالديه أمام الجامعة طالبين خطبتها فرفض والدها وغادرا، ثم تلقى الأب تهديدات من المتهم بالنيل من سمعة ابنته إذا استمر رفضه، ولما حظر تواصله معه أرسل المتهم تهديدات إلى شقيق المجني عليها وخالها، وفقاً لوسائل إعلام مصرية.
المتهم يقر بالجريمة
وباستجواب النيابة العامة للمتهم إسلام محمد أقر بارتكابه جريمة قتل المجني عليها عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وأوضح أنه بعد رفض ذويها خطبتها له استمر تواصلهما ثم اختلفا؛ لمحاولاته منعها من العمل أو لقاء صديقاتها بدعوى حرصه عليها، وانقطعت عن تواصلها معه بعدما اتهمته بالكفر والإلحاد لما رسمه على جسده من وشوم قرر أن قصده منها لفت الانتباه إليه.
وأضاف أنه هدد المجني عليها بعد انقطاعها عنه بالإساءة إلى سمعتها وقتلها، حيث إنه في يوم التاسع والعشرين من شهر يونيو/حزيران الماضي، عزم على قتلها في الجامعة بمطواة كانت معه، ولما فشل استدعى والديه للحضور ليطلبا من والدها خطبتها بعدما علم بوجوده يومئذ بالجامعة، موضحاً أن والد المجني عليها رفض خطبتهما آنذاك حتى يزيل ما على جسده من وشوم ويستكمل دراسته.
ومنذ ذلك التوقيت انقطع تواصله بالمجني عليها، وحاول الاتصال بخالها وشقيقها لحظر الآخرين اتصالاتهم به، حتى وصل إلى صديقتها التي تعمل بالجريدة والتي سبق أن حصل على هاتفها من المجني عليها، فعلم منها بلقائهما بمقر الجريدة يوم الواقعة، فعزم لذلك على ارتكاب جريمته في هذا التوقيت، حيث اشترى سكيناً وقبع متربصاً للمجني عليها بالعقار، حتى ما إن وصلته ودلفت إلى مدخله باغتها وطعنها عدة طعنات، وأغلق باب العقار عليه بعدما دفع الأهالي عنه مهدداً إياهم بالإيذاء، وفي تلك اللحظات صوّر المجني عليها وهي صريعة واتصل بوالدته ليخبرها بارتكابه الجريمة، فكان هذا المشهد الذي صوره الأهالي للمتهم، وتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي، وقد أكد المتهم تعاطيه الحشيش المخدر والخمور منذ شهور.
وأعادت الواقعة ذاكرة المصريين إلى حادثة مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف على يد زميلها، الذي طعنها وذبحها بالسكين، في يونيو/حزيران الماضي. وقتها، أثارت الواقعة صدمة في مصر والعالم العربي، بعد تداول لقطات مصورة للحظة حدوثها.