“تلقت دعوة من دولة عربية للانتقال إليها”.. موقع بريطاني: عائلة حفتر تُصفي ممتلكاتها في أمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/10 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/11 الساعة 05:22 بتوقيت غرينتش
اللواء المتقاعد خليفة حفتر/ GettyImages

بدأت عائلة اللواء الليبي خليفة حفتر تصفية ممتلكاتها العقارية الأمريكية التي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات، وذلك بالتزامن مع تراكم الدعوى القضائية المرفوعة ضده، بحسب ما كشف عنه موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 10 أغسطس/ آب 2022.

إذ باع عقبة حفتر، نجل القائد العسكري الليبي المقيم في الولايات المتحدة، منزلاً بمساحة 678 متراً ويضم خمس غرف نوم وستة حمامات في منطقة غريت فولز بفرجينيا مقابل 2.55 مليون دولار يوم 21 مارس/آذار، وفقاً للسجلات العامة التي راجعها الموقع البريطاني.

دعوى "ارتكاب جرائم حرب"

الموقع أشار إلى أن عملية البيع جاءت بعد أسبوعين من إصدار قاضٍ فيدرالي أمراً بالنظر في دعوى قضائية تتهم القائد العسكري الليبي بارتكاب جرائم حرب، وذلك عقب تعليق إجراءات التقاضي عدة أشهر.

وساءت الوضعية القانونية لخليفة حفتر منذ ذلك الحين، حيث أصدر قاضٍ فيدرالي حكماً غيابياً ضد حفتر في 29 يوليو/تموز، ووجده فيه مسؤولاً عن ارتكاب جرائم حرب. وتقيّم المحكمة حالياً حجم التعويضات المستحقة للمدعين.

ويستهدف الضحايا والمحامون عقارات عائلة حفتر من أجل التعويضات، إذ قال مارك زيد، المحامي الذي يمثل مجموعةً من المدعين: "سننتقل الآن إلى مرحلة التعويض عن الأضرار. وسننفذ قرارات المحكمة على أي عقارات تخصه أينما وجدناها وفي أي مكانٍ في العالم".

عقارات حفتر في العالم

ويمتلك آل حفتر مجموعة عقارات دولية ضخمة تضم قصراً واحداً على الأقل داخل حيٍّ راقٍ في عمّان بالأردن، إضافة إلى عقار في الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لأحد شركاء العائلة. لكن حيازات العائلة داخل الولايات المتحدة هي التي تعرضت لأكبر قدرٍ من التدقيق.

وتُشير وثائق المحكمة إلى امتلاك عائلة حفتر 17 عقاراً على الأقل داخل فرجينيا فقط. وجرى الإبلاغ عن تلك العقارات للمرة الأولى في مقالٍ لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، التي استشهدت بوثيقة تتبع الأصول التي أعدها مستشارون خاصون من الحكومة الليبية.

وكشف الموقع البريطاني أنه قد جرى بيع تسعة من العقارات الواقعة في فرجينيا، ومن بينها المنزل الواقع في غريت فولز، بحسب السجلات العقارية العامة.

كما جرى بيع ستة عقارات بين عامي 2019 و2020، ومن بينها منزلان في الضواحي بمنطقة بريستو بسعر 680.000 دولار و715.000 دولار. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، بيع منزل ريفي من أربع غرف نوم في آشبورن بفرجينيا مقابل 702.000 دولار.

كما بيع عقار آخر في بريستو خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقابل 620.000 دولار، وهو منزل بالطراز الاستعماري من أربعة غرف نوم على مساحة 334 متراً.

كما أفادت وثائق المحكمة بأن خليفة حفتر لا يمتلك سوى عقارين أمريكيين فقط بشكلٍ شخصي، وهما شقة خاصة في ضواحي فولز تشيرش بفرجينيا ومزرعة تضم ثلاث غرف نوم في ريف فرجينيا. بينما يحتفظ بعقارات فرجينيا الأخرى في حيازة شركة محدودة يديرها ابنه عقبة حفتر.

تجارة عائلية

ويمكن اعتبار شؤون خليفة حفتر بمثابة تجارة عائلية. إذ يخدم اثنان على الأقل من أبنائه، صدام وخالد، كضباط في الجيش الوطني الليبي الذي أسسه والدهما. وكان صدام مبعوثاً رئيسياً لوالده في الرحلات المتجهة إلى الإمارات وإسرائيل، بحسب تصريحات مصدر مطلع للموقع البريطاني.

بينما يعمل ابنه الآخر بلقاسم مستشاراً سياسياً كبيراً لوالده، لكن اسم عقبة حفتر لم يرد في أي من قضايا والده.

وكانت عقارات فرجينيا الـ17 مملوكةً في البداية ضمن حيازة ثلاث شركات هي: Eastfield Holdings، وAlexamton Investments، وEastern Brothers Group.

لكن العامين الماضيين شهدا نقل ملكية العقارات بالكامل إلى حيازة شركة محدودة جديدة هي Abko Investments، التي يسيطر عليها عقبة حفتر، بحسب السجلات والوثائق العامة التي اطلع عليها الموقع البريطاني.

وتُقدر القيمة الإجمالية للعقارات الثمانية المتبقية بنحو 4.014 مليون دولار، أي نحو نصف القيمة الإجمالية للـ17 عقاراً المذكورة في وثائق المحكمة، والتي كانت تقدر قيمتها بثمانية ملايين دولار.

وبين عامي  2019 و2020، رُفِعَت ثلاث دعاوى قضائية ضد خليفة حفتر  واتهمته تلك الدعاوى بقصف المدنيين وتعذيب وإعدام السجناء.

وحظي حفتر بدرجات دعم مختلفة من القوى الأجنبية مثل مصر، والإمارات، وفرنسا، وروسيا. ورأى فيه البعض حصناً للحماية من المتشددين الإسلاميين، وشخصيةً يمكنها إعادة الاستقرار إلى ليبيا بعد عقودٍ من الاضطرابات في أعقاب الإطاحة بالقذافي.

وفي أبريل/نيسان عام 2019، أجرى حفتر مكالمةً هاتفية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما أثار شائعات بأن واشنطن ستدعم الجنرال.

لكن العلاقات توترت بين حفتر وإدارة ترامب بعد وقتٍ قصير من المكالمة.

واليوم، لم يعد القائد العسكري (78 عاماً)، يمتلك كثيراً من الحلفاء في واشنطن. إذ ألقت الحرب في أوكرانيا بظلال التدقيق على علاقته مع موسكو. حيث تحظى قوات حفتر بدعم مرتزقة فاغنر الروس، إضافة إلى مقاتلين من تشاد والسودان.

من جانبه، أفاد مصدرٌ مطلع على شؤون عائلة حفتر بأن عقبة قد تلقى دعوةً من الإمارات من أجل الانتقال إليها، وسط تراجع الدعم الأمريكي لوالده.

تحميل المزيد