قالت الشرطة في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2022، إن الشخص الذي ألقت عليه القبض كمشتبه به رئيسي في قتل 4 رجال مسلمين، هو "مهاجر مسلم من أفغانستان".
كانت حوادث قتل المسلمين في "ألباكيركي" في نيو مكسيكو منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من خلال سلسلة من الكمائن، قد هزّت الجالية الإسلامية في أكبر مدينة بالولاية.
أرجعت الشرطة الفضل إلى معلومات قدمها سكان في مساعدة المحققين في تحديد مكان سيارة يعتقدون أنها استخدمت في واحدة على الأقل من عمليات القتل، وفي النهاية تعقّب المشتبه به، الذي تم تعريفه باسم محمد سيد (51 عاماً)، من سكان ألباكيركي.
السلطات الأمريكية قالت إن عمليات القتل ربما ترجع جذورها إلى ضغائن شخصية، قد تكون ذات صبغة طائفية.
الضحايا الأربعة من أصل أفغاني أو باكستاني، وقُتل أحدهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بينما قُتل الثلاثة الآخرون في الأسبوعين الماضيين.
اتُّهم سيد رسمياً بقتل أفتاب حسين (41 عاماً)، ومحمد أفضل حسين (27 عاماً)، في 26 يوليو/تموز 2022، والأول من أغسطس/آب الجاري على التوالي، لكنه يعتبر مشتبهاً في جرائم القتل الأربع، وفق ما ذكره قائد شرطة المدينة، هارولد ميدينا، في مؤتمر صحفي.
قُتل آخر ضحية، نعيم حسين (25 عاماً)، وهو سائق شاحنة أصبح مواطناً أمريكياً في الثامن من يوليو/تموز 2022، يوم الجمعة الماضي، بعد ساعات من مراسم دفن الرجلين اللذين قُتلا في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، وكلاهما من أصل باكستاني.
قُتل أول ضحية معروف، محمد أحمدي (62 عاماً)، المولود في أفغانستان، بينما كان يدخن سيجارة خارج متجر بقالة ومقهى كان يديرهما مع شقيقه في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة.
بحسب رواية الشرطة فإن عمليتي القتل اللتين اتُّهم بهما سيد تم ربطهما ببعضهما البعض بناء على أغلفة الأعيرة النارية التي تم العثور عليها في موقعي القتل، وتم العثور على السلاح المستخدم في الحادثين بمنزله في وقت لاحق.
أضافت الشرطة أن المحققين كانوا يستعدون لتفتيش منزل سيد في جنوب شرقي ألباكيركي يوم الإثنين الماضي، عندما غادر المنزل في السيارة التي حددها المحققون للجمهور في اليوم السابق على أنها "سيارة محل اهتمام".
الشرطة لفتت أيضاً في بيان، إلى أنه إضافة إلى ضبط أسلحة نارية متعددة بمنزل المشتبه به، اكتشف المحققون "أدلة تُظهر أن الجاني يعرف الضحايا إلى حد ما، وربما أدى خلاف شخصي إلى إطلاق النار عليهم".
من جانبه، قال كايل هارتسوك نائب قائد شرطة ألباكيركي، في مؤتمر صحفي، إن المحققين ما زالوا يبحثون عن الدوافع وراء مقتل الرجال الأربعة.
رداً على أسئلة الصحفيين، قال هارتسوك إن "الأحقاد الطائفية من جانب المشتبه به تجاه الضحايا المسلمين الآخرين ربما لعبت دوراً في العنف"، واستدرك: "لكننا لا نعلم يقيناً حقاً ما إذا كان هذا هو الدافع الفعلي، أو ما إذا كان جزءاً من الدافع، أو ما إذا كانت هناك صورة أكبر غائبة عنا".
هارتسوك أوضح في تصريحاته، أن سيد لديه سجل من المخالفات الجنائية في الولايات المتحدة، من بينها قضية عنف أسري، على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية.
كانت سلطات مدينة ألباكيركي وسلطات الولاية قد سعت لتوفير عدد أكبر من رجال الشرطة عند المساجد خلال أوقات الصلاة مع استمرار التحقيق في المدينة، التي تضم ما يصل إلى 5000 مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 565 ألف نسمة.
أثارت عمليات إطلاق النار التي استهدفت الرجال، وكلهم من أصول باكستانية أو أفغانية، الفزع بين الجالية المسلمة في ألباكيركي، حيث اختبأت عائلات بمنازلها، بينما غادر بعض الطلاب الباكستانيين في جامعة نيو مكسيكو المدينة طلباً للسلامة.
من جهته، قال امتياز حسين، الذي كان شقيقه يعمل مديراً للتخطيط بالمدينة وقُتل في الأول من أغسطس/آب 2022، إن أنباء اعتقال المشتبه به طمأنت كثيرين من أبناء الجالية المسلمة.
أضاف حسين: "سألني أطفالي: هل يمكننا الجلوس في شرفتنا الآن؟ فقلت: نعم، فقالوا: هل نخرج ونلعب الآن؟ وقلت: نعم".
كان الضحايا الثلاثة هم الأحدث من رواد المركز الإسلامي في نيو مكسيكو، أكبر مسجد في ألباكيركي. وتم إطلاق النار عليهم جميعاً بالقرب من سنترال أفينيو بجنوب شرقي المدينة.
توحي الطريقة التي قُتل بها الضحايا للأقارب بأن جرائم القتل كانت جرائم كراهية، وقال حسين: "هناك بعض الكراهية الشديدة في ذهن الشخص الذي أطلق النار".