اتهمت صحيفة بريطانية خفر السواحل بالمملكة المتحدة برفض تقديم المساعدة لسفينة كانت تحاول إنقاذ 86 مهاجراً في البحر الأبيض المتوسط في مايو/أيار 2022، بينهم 20 طفلاً، خشية "مخاطر سياسية".
ففي تحقيق لصحيفة i paper البريطانية، كشفت سجلات الاتصالات الواردة من ليلة 29 مايو/أيار 2022 أن السفينة "أورورا" Aurora، وهي سفينة إنقاذ مملوكة لمؤسسة البحث والإنقاذ الخيرية البريطانية، استجابت لنداء استغاثة من مهاجرين، بدأ قاربهم في الغرق قبالة ساحل شمال إفريقيا.
انطلقت السفينة "أورورا" لإنقاذ قارب المهاجرين، الذي كان على وشك الانقلاب، ويحمل على متنه 20 طفلاً، إلا أن خفر السواحل البريطاني أبلغ السفينة أن "المخاطرة بالتدخل" في عملية الإنقاذ قد تنجم عنه "عواقب سياسية".
تُظهر تسجيلات الاتصالات أن أحد المراقبين قال إن القيادة تريد تقريراً بشأن التدابير المتخذة لاستباق أي "تداعيات سياسية" قد تنجم عن هذا التدخل.
وأوصى التقرير بألا "يتحدث خفر السواحل البريطاني مع السفينة في غضون عملية الإنقاذ، إن أمكن، وأن يقلل التواصل مع السفينة بعد ذلك. والاكتفاء بالمراقبة".
أخبر خفر السواحل البريطاني السفينةَ أورورا بأنها لا يمكنها المشاركة في عملية الإنقاذ، مع أن قارب المهاجرين مملوك للمملكة المتحدة، ويرفع علم بريطانيا، معلِّلاً ذلك بأن القارب لم يدخل إلى النطاق المائي المسموح فيه لبريطانيا بإجراء عمليات البحث والإنقاذ.
كما حث خفر السواحل السفينةَ على معرفة ما إذا كان خفر السواحل المالطي أو الإيطالي قد يتولى عملية إنقاذ القارب. وقد ردَّت سلطات خفر السواحل الإيطالية بأن القارب الموشك على الغرق لا يقع في نطاق اختصاصها، وأن المسؤولية عنه تقع على عاتق السلطات المالطية أو البريطانية.
من جانب آخر، قال متحدث باسم خفر السواحل البريطاني للصحيفة، إنهم "يستنكرون أي تلميح إلى كونهم لم يكترثوا بالمهاجرين الذين كانوا في حاجة إلى الإنقاذ"؛ لأن "خفرَ سواحل المملكة لا يحبسهم شيء عن إنقاذ من يحتاج إليهم".
وأضاف المتحدث في بيانه أن خفر السواحل البريطاني اتَّبع قواعد الاتفاقيات والقوانين الدولية، وأن القارب كان يقع في منطقة البحث والإنقاذ المالطية، ومن ثم لم يكن التدخل لإنقاذه أمراً يقع ضمن الولاية البحرية لبريطانيا.
بعد أيام من عملية الإنقاذ، أصدر خفر السواحل البريطاني حظراً يمنع عودة السفينة "أورورا" إلى الإبحار، على أثر المساءلة التي أثارتها السلطات الإيطالية بشأن شهادة القارب.