عبَرت أول سفينة حبوب تغادر ميناء أوكرانيا منذ بدء الحرب مع روسيا، مضيق البوسفور في مدينة إسطنبول، الأربعاء 3 أغسطس/آب 2022، لتتجه إلى لبنان لتسليم شحنة تأمل القوى الأجنبية أن تكون الأولى، من بين شحنات عدة من شأنها المساعدة في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
كانت السفينة "رازوني" التي تحمل 26 ألفاً و527 طناً من الذرة، قد أبحرت من ميناء أوديسا على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي، ورست عند مدخل البوسفور مساء الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022.
جاءت مغادرة السفينة ميناء أوديسا الأوكراني، بعد أن توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق لتصدير الحبوب والأسمدة بين موسكو وكييف الشهر الماضي، في اختراق دبلوماسي نادر في خضم حرب استنزاف طويلة الأمد بين أوكرانيا وروسيا.
خضعت السفينة بعد دخولها مضيق البوسفور لعملية تفتيش من مفتشين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة يعملون في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول.
من جانبها، قالت أوكرانيا إن لديها 17 سفينة أخرى محملة بالمنتجات الزراعية في انتظار الموافقة على إبحارها.
في حين قال السفير الأوكراني في لبنان إيهور أوستاش، إنه من المتوقع أن تصل السفينة "رازوني" إلى ميناء طرابلس في غضون فترة تتراوح بين أربعة وخمسة أيام.
ثلاث سفن في اليوم
في موازاة ذلك، قال مركز التنسيق المشترك إنه تم السماح للسفينة بالعبور بعد عملية تفتيش استمرت ثلاث ساعات، مضيفاً أنه سيتم استخدام المعلومات التي أدلى بها الطاقم حول الرحلة لتحسين الإجراءات الهادفة إلى مواصلة المرور الآمن للسفن التجارية بموجب الاتفاق.
عقب مغادرة أول سفينة بنجاح، قال مسؤول تركي كبير لوكالة رويترز طلب عدم ذكر اسمه، إن ثلاث سفن قد تغادر يومياً من أي من موانئ أوكرانيا الثلاثة المطلة على البحر الأسود، وهي أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك، بدلاً من سفينة واحدة فقط كما هو متفق عليه مسبقاً.
أضاف المسؤول أن الاتفاق الذي تبلغ مدة سريانه 120 يوماً، سيتم تمديده لمدة شهر في كل مرة إذا لم تكتمل الصادرات بسبب الطقس أو مشاكل عمليات التفتيش، مضيفاً أن الفترة الأولية تبدو كافية لإفراغ الصوامع الأوكرانية.
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن هناك خططاً لإبحار مزيد من السفن من أوكرانيا اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أن هناك نحو 27 سفينة مشمولة باتفاق التصدير.
من جهته، قال دينيس مارشوك نائب رئيس المجلس الزراعي الأوكراني، إن أوكرانيا كانت تصدّر ما بين خمسة وستة ملايين طن من الحبوب شهرياً عبر موانئها البحرية قبل الحرب، مستدركاً: "لكن ليس من الممكن الوصول إلى هذا المستوى مع استمرار الصراع وعدم إعادة فتح جميع الموانئ".
تُعد روسيا وأوكرانيا موردَين رئيسيَّين للقمح على مستوى العالم، ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى تخفيف أزمة الغذاء وخفض أسعار الحبوب العالمية التي ارتفعت منذ الغزو الروسي.
يُذكر أنه يوم 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.