تشرع المدارس في روسيا، انطلاقاً من بداية الموسم الدراسي المقبل، في تلقين "التعليم الوطني"، حيث من المنتظر أن يتلقى الطلاب الروس العائدين إلى مدارسهم في الخريف المقبل، قيم البلاد ومبادئها الوطنية في مناهجهم الدراسية، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022.
حيث قال سيرجي نوفيكوف، رئيس الإدارة الرئاسية للمشروعات الاجتماعية في روسيا، لوكالة "Tass" الروسية، إنه بدءاً من 5 سبتمبر/أيلول المقبل ستخصِّص المدارس في جميع أنحاء البلاد ساعاتٍ لما سمَّاه "الحديث بشأن الأشياء المهمة"، وإن هذه "الأحاديث" ستُعنى بالتركيز على قيم المجتمع الروسي المنصوص عليها في خطة الأمن القومي للبلاد.
كما أشار نوفيكوف إلى أن وزارة التعليم ستبدأ في تنفيذ التدابير المتعلقة بمناقشات الصفوف الدراسية الجديدة في أغسطس/آب. وكشف موقع الكرملين على شبكة الإنترنت، أن نوفيكوف يشرف على مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الرامية إلى تقوية الأسس الروحية والأخلاقية للمجتمع الروسي"، وتعزيز "التربية الوطنية للشباب".
تأتي الحملة الجديدة لغرس التعليم "الوطني" في المدارس الروسية، متوافقة مع زيادة الدعاية العامة لتلك القيم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي يصفه الكرملين بـ"عملية عسكرية خاصة"، غرضها "نزع النازية وأسلحتها" لدى جارته الموالية للغرب.
فقد وثَّقت تقارير في وسائل إعلام روسية مستقلة عدة حالات شهدت تعرُّض معلمين روس للضغط والتخويف لدعم الحملة العسكرية الروسية علناً، وتلقين الطلاب رواية الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين عن "العملية العسكرية الخاصة". وقد واجه عدة معلمين روس عقوبات، تضمنت الغرامات أو الفصل، بسبب الإدلاء بتصريحات مناهضة للحرب.
بينما كان وزير التعليم الروسي، سيرجي كرافتسوف، أعلن في أبريل/نيسان الماضي، عن خطط للبدء في فصول دراسية إجبارية لمادة التاريخ لدى الطلاب ممن لم تتجاوز أعمارهم 7 سنوات، وتتضمن تلك الدروس إنكار أي اعتداء روسي على الدول الأخرى، لا سيما أوكرانيا وبيلاروسيا.
قال كرافتسوف إن الوزارة عازمة على إكمال كتب التاريخ المدرسية لتشمل "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
كما أنه من المقرر أن تقيم المدارس في جميع أنحاء روسيا مراسم يومية تتضمن رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني، من بداية العام الدراسي الجديد. وقد خصصت الحكومة الروسية ما يزيد على 970 مليون روبل (3.4 مليون دولار أمريكي) لشراء أعلام روسية ومعاطف عسكرية ضمن المبادرة.
يُذكر أن فلاديمير بوتين وقع في يوليو/تموز قانوناً لإنشاء منظمة شبابية حديثة على غرار منظمات "الرواد الشباب" في الحقبة السوفيتية، والتي كانت من أولى الخطوات التي اتخذت لدمج المواطنين في الأيديولوجية الشيوعية آنذاك، لكن المسؤولين الروس نفوا أن تكون المنظمات الجديدة استدعاء مباشر للتراث السوفيتي.