كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس 28 يوليو/تموز 2022، تفاصيل وصفتها بالنادرة عن كتاب جديد لمستشار الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنر، يتحدث فيه عن طبيعة العلاقة التي جمعته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعن التقارب السياسي الذي تعمق، بعد زيارة ترامب وفريقه بالبيت الأبيض إلى المملكة.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن عن مذكرات كوشنر، أنه منذ الأشهر الأولى من تولي ترامب رئاسة أمريكا، أجرى جاريد كوشنر مكالمة عاجلة مع محمد بن سلمان، للمساعدة في ضمان نجاح أول رحلة خارجية للرئيس إلى المملكة، وكان كوشنر الوحيد من إدارة ترامب الذي حثه على الزيارة.
علاقة كوشنر بولي العهد السعودي
كما أشار التقرير إلى أن كوشنر قال للأمير محمد بن سلمان إن "الجميع هنا يقولون لي إنني أحمق لثقتي بك"، وأضاف: "إنهم يقولون إن الزيارة فكرة فظيعة، إذا وصلت إلى المملكة، وعدت بحفنة من الرمال والجمال، فأنا رجل ميت ". ليرد بن سلمان عليه بالضحك، ويؤكد له أن الرحلة ستجني فوائد كبيرة لترامب والولايات المتحدة والسعودية.
مذكرات كوشنر التي ستنشر في كتاب من 500 صفحة توضح دعمه التام لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم اتهامه بإصدار الأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي، ما أحدث خلافاً داخلياً في إدارة ترامب، إذ اتهم مسؤولون كوشنر بأنه كان "دافئاً" للغاية مع الحاكم السعودي، فيما اتهم وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون كوشنر بتهميشه واتخاذ قرارات تخص السياسة الخارجية لواشنطن بدلاً منه.
كوشنر يقول في كتابه إنه ينظر إلى الأمير محمد على أنه شخصية تاريخية جلبت إصلاحات اجتماعية لم يكن من الممكن تصورها إلى السعودية، وقادت المملكة نحو علاقة دافئة مع إسرائيل.
كوشنر تغاضى عن مقتل خاشقجي
ورغم اتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإصدار قرار لقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لم يأبه كوشنر للاتهامات، بل قبل ادعاء ولي العهد السعودي بأنه لم يكن متورطاً شخصياً، وفق ما تنقل الصحيفة عن المذكرات المرتقبة.
وأشارت صحف أجنبية إلى أنه طوال فترة حكم ترامب، كانت علاقة كوشنر الوثيقة بمحمد بن سلمان مصدر خلاف بين المسؤولين، حيث كان كوشنر يستخدم برنامج واتساب للتواصل مع ولي العهد السعودية؛ ما يجعل المسؤولين الآخرين في ظلام.
يذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب اختار المملكة في 2017 كأول وجهة خارجية له بعد توليه منصبه وحظي باستقبال كبير في الرياض.
ومعروف أن محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنر، جمعتهما علاقة مقربة، فكلاهما سليل أسرة ثرية، ومتقاربان في العمر، وتقوم علاقتهما على أساس اعتقاد بأنهما معاً يمكنهما تغيير الشرق الأوسط.
أقدم محمد بن سلمان على التودد لكوشنر بحماسٍ كبير. وقال كوشنر ذات مرة: "بادرني محمد بن سلمان بطرقٍ لم تبادرني بها امرأة قط"، وهذه ملاحظة علمتُ بشأنها من مصدر بإدارة ترامب وتُنشَر هنا للمرة الأولى.
وأدرك السعوديون قوة العلاقات العائلية وبدا التحالف مع ترامب منطقياً وبديهياً بالنسبة لهم، خصوصاً بعد علاقتهم المتوترة مع الرئيس باراك أوباما، الذي بدا عازماً على قلب ديناميات القوة في الشرق الأوسط رأساً على عقب بالاتفاق النووي الذي توصل إليه عام 2015 مع غرماء السعودية، الإيرانيين.