إسرائيل تعرقل علاج أطفال غزة بالخارج.. تقرير: عدد التصريحات الطبية المرفوضة تضاعف خلال العام الماضي

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/28 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/28 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
سلطات الاحتلال رفضت 812 طلباً من أصل 2578 تم تقديمها لعلاج أطفال خارج غزة/ رويترز

كشفت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في تل أبيب، الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022، عن رفض السلطات الإسرائيلية ثلث طلبات التصاريح الطبية للفلسطينيين القُصَّر، في قطاع غزة المحاصر، بالخروج لتلقي الرعاية الطبية، وهو ما يُمثّل ضعف عدد العام السابق تقريباً.

وفي تقرير للمنظمة نشره موقع Middle East Eye البريطاني، فإن 32% من طلبات الوصول، إمَّا إلى القدس الشرقية المحتلة، أو الضفة الغربية، أو الأردن، لتلقي الرعاية الطبية العاجلة للأطفال رُفِضَت في عام 2021، مقارنةً بـ17% عام 2020.

الموقع أشار إلى أنه  من  بين 2578 طلباً رُفِض مرور 812 طلباً أو تأخَّرت طلباتهم تأخيراً كبيراً، وفق التقرير.

في السياق، قالت غادة مجدلي، مديرة الأراضي المحتلة في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، إنَّ إسرائيل ضالعة في "جريمة خطيرة ومستمرة تضر بالمرضى، لاسيما القُصَّر".

سبب الرفض

حول أسباب الرفض، قالت المنظمة، التي اعتمدت على أرقام قدَّمها الجيش الإسرائيلي من خلال طلبات حرية المعلومات، إنَّ هنالك أسباباً عديدة للارتفاع الكبير في حالات الرفض، منها القيود المفروضة نتيجة جائحة كوفيد 19، والقصف الإسرائيلي لغزة، في مايو/أيار 2021.

وقتل الجيش الإسرائيلي خلال حملة القصف التي استمرت 11 يوماً 256 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، وأصاب قرابة 2000، بينهم أكثر من 600 طفل.

ويرفض الجيش الإسرائيلي طلبات التصاريح حين يُرفَض طلب ولي أمر القاصر لأسباب أمنية غير محددة، أو بسبب أخطاء مزعومة في المستندات المُقدَّمة.

في بعض الأحيان يُضطر هذا القاصر وهو بعمر أشهر فقط إلى المغادرة دون أحد الوالدين.

قالت مجدلي إنَّه في إحدى الحالات رُفِضَ تصريح أم لطفل يبلغ 7 أشهر، ما أجبر جدة الرضيع المريضة على أن تذهب معه بدلاً منها.

تدهورت صحة الجدة أثناء تلقّي العلاج في القدس، واضطرت للعودة إلى غزة، تاركةً الرضيع وحيداً في المستشفى.

تقدَّمت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان حينها بالتماس كي تأتي الأم بدلاً منها، ومُنحت الدخول بعد انتظار ليومين.

مجدلي أوضحت أنَّه وفقاً لرأي خبير طبي، يستجيب الأطفال الذين يُحرمون من رفقة والديهم خلال العلاج بصورة أبطأ وأقل فاعلية.

نظام تصاريح تعسفي

وفقاً للأمم المتحدة، لا يتوفر العلاج الكيماوي أو الإشعاعي وأشعة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب في القطاع.

يترك هذا المرضى من بين سكان القطاع البالغ عددهم مليوني فلسطيني، ممَّن هم في حاجة لعلاج حيوي مُنقِذ للحياة، دون خيار إلا السعي للعلاج في الخارج.

لكنَّ السلطات الإسرائيلية- التي تسيطر على أجواء قطاع غزة والجبهة البحرية للقطاع ووصول المركبات والمشاة إليه- تُقيِّد سفرهم عبر معبر بيت حانون.

وتُقدَّم استثناءات لما تعتبرها السلطات "ظروفاً إنسانية استثنائية".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، رُفض أو تم تأخير نحو 30% من تصاريح المرضى بين 2008 و2022، ولم تتلقَّ بعض الطلبات رداً محدداً بحلول تاريخ موعدها في المستشفى.

ومن بين هؤلاء كان 24% من مرضى السرطان، و31% من الأطفال. وبين 2018 و2021، سافر نحو 43% من الأطفال دون والديهم.

سجَّلت منظمة الصحة العالمية أيضاً 839 حالة وفاة للآباء خلال انتظارهم رداً على طلب التصريح من إسرائيل، بين 2008 و2021.

ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في تقرير نُشر في مايو/أيار الماضي، إسرائيلَ إلى "إنهاء الرفض والتأخير التعسُّفي لتصاريح المرضى الفلسطينيين، الذين يحتاجون إلى رعاية ضرورية، وضمان وصول المرضى وذويهم دون عوائق في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقالت مجدلي: "من الأسهل فحص التأثير على شريحة واحدة في المجتمع، كالأطفال على سبيل المثال، لكن من المهم تسليط الضوء على أنَّ نظام التصاريح من جانب السلطات الإسرائيلية برُمَّته يؤثر على صحة الجميع في غزة، وبنفس القدر في الضفة الغربية المحتلة".

تحميل المزيد