تلقت عدة منظمات يهودية روسية رسائل إنذار من وزارة العدل في موسكو بشأن عملها، على غرار الخطاب الذي تلقته الوكالة اليهودية في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب ما قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
حيث قالت الصحيفة إن عدداً من المنظمات اليهودية العاملة في روسيا تتعرض لما شهدته الوكالة اليهودية، التي تلقت خطاباً من الحكومة الروسية، ينذرها بأنها قد تصنَّف منظمة أجنبية، ما قد يؤدي إلى إغلاق المنظمة بالقوة وحظرها.
ردَّت إحدى تلك المنظمات على طلب تعليق من الصحيفة وأرسلت بياناً نفت فيه تلك المزاعم، مدعية أنه "لا يوجد تغيير طارئ على عملها في روسيا".
مع ذلك، قالت الصحيفة الإسرائيلية إنها علمت من مصادر أن هذه المنظمات، التي تعمل بالاعتماد على صناديق أمريكية أو إسرائيلية في المقام الأول، قد قررت تقليص عملها والاقتصار على الأعمال الضرورية أو العاجلة.
أما المنظمات اليهودية التي تصنفها السلطات الروسية محلية، أي تعمل من دون تمويل أو تأثير أجنبي، فإنها لم تتلقّ إنذارات مماثلة، وما زال يمكنها العمل بحرية، ومع ذلك فقد مال بعضها إلى التخفيف من درجة العمل العلني.
تضييق على الوكالة اليهودية
أوضحت مصادر روسية يهودية، الإثنين 25 يوليو/تموز، أن الوكالة اليهودية في روسيا تخضع لمراقبة شديدة منذ سنوات عديدة، حتى الآن.
كانت الحكومة الروسية أمرت الوكالة اليهودية بوقف جميع أعمالها داخل البلاد. وقد وصلت التعليمات في رسالة وردت إلى الوكالة من وزارة العدل الروسية. وأكد مسؤولون في الوكالة اليهودية تسلم الرسالة، ثم ردوا رسمياً على الأمر فيما بعد.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الأحد 24 يوليو/تموز، من أن الإغلاق القسري لمكاتب الوكالة اليهودية في روسيا ستكون له تداعيات خطيرة على العلاقات الإسرائيلية الروسية.
جاءت تصريحات لابيد بعد أن اتخذت وزارة العدل الروسية إجراءات ضد الوكالة، بدعوى أنها جمعت معلومات عن مواطنين روس بطرق غير قانونية.
وتدرس إسرائيل خطوات مختلفة للرد على السلطات الروسية إذا أغلقت مكاتب الوكالة اليهودية، وتشمل ذلك النظرَ في تأخير الإجراءات بشأن فناء "ألكسندر كورتيارد" في القدس، والذي ترى موسكو أنه يجب أن يكون تابعاً له، أما الاحتمال الآخر، فهو استدعاء سفير إسرائيل في روسيا ألكسندر بن تسفي للتشاور.
كما أطلقت الوكالة اليهودية خطة "سرية" لنقل عملياتها في روسيا إلى إسرائيل وإدارة عملية الهجرة عن بُعد، فيما أوضح مصدر في الوكالة أنَّه بدون القدرة على ترويج الهجرة في روسيا، ستتراجع معدلات الهجرة بصورة جذرية في قادم السنوات.
ولدى الوكالة بضعة مبعوثين إسرائيليين في روسيا، ونحو 100 موظف محلي. وليس واضحاً ما إذا كان سيتم التوصُّل إلى حل بالنسبة لهؤلاء الموظفين إذا ما اضطرت الوكالة إلى إغلاق عملياتها هناك.