وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الأحد 24 يوليو/تموز 2022، قرار موسكو إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا بأنه "حدث خطير"، بينما كشفت وسائل إعلام محلية أن الحكومة تستعد لاتخاذ إجراءات تصعيدية للرد على قرار موسكو.
يأتي ذلك بعد أن تقدمت وزارة العدل الروسية بطلب إلى المحكمة لوقف أنشطة الوكالة اليهودية في روسيا المختصة باستجلاب المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، في خطوة أثارت غضب تل أبيب، ومن شأنها أن تزيد من تعميق الأزمة بين البلدين المتأثرة بموقف إسرائيل من حرب أوكرانيا.
بينما قررت إسرائيل في 21 يوليو/تموز، إرسال وفد إلى موسكو للمفاوضات، وكان من المفترض أن يضم الوفد ممثلين عن وزارة رئيس الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة الهجرة والاندماج، لكن رحلة الوفد تأجلت في أكثر من مناسبة.
إسرائيل تستعد للتصعيد
فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة تستعد لاتخاذ خطوات تصعيدية مع روسيا في حال نفذت الأخيرة قرار إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا.
بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، قال في تصريحات صحفية، إن إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا سيكون "حدثاً خطيراً ويؤثر على العلاقات بين الطرفين".
وسائل الإعلام الإسرائيلية أوضحت أن لابيد عقد اجتماعاً مع وزراء في الحكومة ومسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، لبحث الخطوات المحتملة للرد على قرار روسيا في حال تنفيذه.
الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" نقل عن مسؤول في حكومة الاحتلال قوله إن الخطوات الإسرائيلية قد تصل إلى "استدعاء السفير في موسكو للتشاور".
فيما اعتبر المسؤول أن إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا، يعبر عن "معركة دبلوماسية" وهي "مسألة سياسية لا يمكن السكوت عنها"، حسب وصفه، وفق ما ذكره موقع شبكة "القدس" الإخبارية.
خطوات الرد على روسيا
حول الخطوات الإسرائيلية المتوقعة، كشف موقع "والا" الإسرائيلي أن الرد قد يتراوح بين "إصدار بيانات وإطلاق تصريحات شديدة اللهجة ضد روسيا، وإجراء مفاوضات سياسية مع روسيا في هذا الشأن، وقد يصل إلى إجراء سياسي انتقامي".
كما قال الموقع إن وزير البناء، زئيف إلكين، طرح خلال اجتماع الحكومة "التلويح بتعليق إجراءات نقل ملكية الأرض الواقعة عليها كنيسة ألكسندر في مدينة القدس المحتلة إلى الحكومة الروسية"، ضمن خطوات الرد على القرار الروسي.
وكانت وزارة العدل الروسية قدمت طلباً إلى المحكمة في موسكو بتفكيك الوكالة اليهودية، وأرسلت الوزارة رسالة إلى الوكالة قالت فيها إنها "تجمع وتحتفظ وتنقل معطيات حول مواطنين روس بصورة مخالفة للقانون، ونشاطها يشجع على هجرة الأدمغة من روسيا".
فيما كشفت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب شكلت وفداً قانونياً للتوجه إلى روسيا لبحث قرار إغلاق الوكالة اليهودية، لكن السلطات الروسية لم تمنحهم التأشيرات اللازمة بعد، وهو ما اعتبره مسؤولون إسرائيليون "مماطلة متعمدة".
كما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، إنه للمرة الثانية، "أُلغيت رحلة الوفد القانوني الإسرائيلي إلى روسيا حول قضية الوكالة اليهودية".
نقل الوكالة اليهودية في روسيا
من جهتها، أطلقت الوكالة اليهودية خطة "سرية" لنقل عملياتها في روسيا إلى إسرائيل وإدارة عملية الهجرة عن بُعد، بحسب ما قالته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية الأحد.
في غضون ذلك، علمت الصحيفة أنَّه سيكون هناك نقاش في المحكمة حول القضية هذا الأسبوع، وستحاول الوكالة حتى ذلك الحين الدفاع عن موقفها، فيما قال مصدر مقرب من الوكالة: "يعمل موظفو الوكالة اليهودية على حزم الأمتعة، مجازياً، وإعادة تقييم تحدياتهم وعملهم".
مع أنَّ عملية الهجرة يمكن أن تتحول إلى منصة إلكترونية، فإنَّها لن تكون مريحة لكبار السن، لأنَّ عمليات التواصل وجهاً لوجه لن تصبح متاحة بعد الآن.
كما أوضح مصدر في الوكالة أنَّه بدون القدرة على ترويج الهجرة في روسيا، ستتراجع معدلات الهجرة بصورة جذرية في قادم السنوات.
لدى الوكالة بضعة مبعوثين إسرائيليين في روسيا، ونحو 100 موظف محلي. وليس واضحاً ما إذا كان سيتم التوصُّل إلى حل بالنسبة لهؤلاء الموظفين إذا ما اضطرت الوكالة إلى إغلاق عملياتها هناك.