سياسة “الصدمة والترويع” بلا رحمة.. تقرير يكشف كيف قام الروس ونظام الأسد بقمع السوريين

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/22 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/22 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
صورة من قصف منازل في إدلب - الأناضول

وجدت مجموعة تُركِّز على سوريا أنَّ الحكومتين الروسية والسورية شنَّتا العشرات من الغارات الجوية "المترادفة" على المدنيين وعاملي الإغاثة في سوريا منذ عام 2013، في إشارة إلى نمط من الهجمات غير الشرعية التي يبدو أنَّها استمرت وصولاً إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

ويحدد التقرير، الذي نشره "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، وهو مجموعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، 58 هجوماً مترادفاً استهدفت مناطق سكنية خارج مناطق سيطرة النظام بين عامي 2013 و2021. وفي هذه الهجمات، تقصف روسيا وسوريا أو تشنان غارة جوية تستهدف بقعة يكون فيها المسعفون أو المدنيون متجمِّعين من أجل مساعدة ضحايا غارة أولى.

وزعم التقرير أنَّ النظام السوري وروسيا شنَّتا الضربات "كجزء من استراتيجيتها الأوسع لمعاقبة المعارضة" خلال الحرب في سوريا، المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن.

سوريا سوريا قصف إدلب
دمار واسع سببه النظام السوري والجيش الروسي في إدلب/رويترز

محمد العبد الله، المدير التنفيذي للمركز، قال إنَّ "الضربات المترادفة هي عبارة عن سياسة (صدمة وترويع) تستخدمها الحكومة السورية لقمع روح المعارضة دون رحمة وترويع المدنيين". وأضاف أنَّ الهجمات ترقى إلى جرائم حرب.

فيما استخدم الباحثون معلومات مفتوحة المصدر، بما في ذلك مقاطع فيديو وصور أقمار صناعية، للتحقق من كل ضربة. ووقعت الكثير من الضربات المترادفة الموثَّقة في إدلب، المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا، وريف دمشق، وهي منطقة تشمل العاصمة، دمشق، وكانت شهدت قتالاً شرساً لسنوات.

وقالت نسمة باشي، المُعِدَّة الرئيسية للتقرير، إنَّ الهجمات تمثِّل "نمطاً من جانب النظام السوري لانتهاك القانون الدولي الإنساني". وأضافت أنَّه فضلاً عن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين، يحظر القانون الدولي الهجمات على الأطقم الطبية والمستشفيات وعاملي الإغاثة، وكذلك العنف الرامي "لنشر الترويع بين السكان المدنيين".

ويعيد التقرير بناء 5 حوادث تسلط الضوء على الضحايا المدنيين للغارات الجوية.

سوريا روسيا قصف روسي
قوات روسية في سوريا/ Reuters

فيقول التقرير إنَّ طائرات النظام السوري وروسيا استهدفت في إحداها عمال الدفاع المدني السوري، المعروفين أيضاً باسم "الخوذات البيضاء"، بصورة متكررة في هجمات مترادفة في مدينة دوما بضواحي دمشق في مارس/آذار 2018. وأصبحت المجموعة المتطوعة، التي تعمل في مناطق سيطرة المعارضة، مشهورة بتقديمها الرعاية الطبية الطارئة بعد الهجمات والحفر بين الأنقاض لإنقاذ الناس.

وقالت باشي إنَّ الهجمات المترادفة في بعض الحالات المذكورة في التقرير قتلت مستجيبي الخوذات البيضاء فيما كانت كاميراتهم تجول، فالتقطت أدلة على الضربة الثانية.

هذا ووثَّقت مجموعات وصحفيون الغارات الجوية المزدوجة التي يقال إنَّ قوات النظام السوري وروسيا شنَّتها، بما في ذلك غارة دمَّرت بشكل جزئي مستشفى مدعومة من منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة حمص عام 2015. واتهم محققون من الأمم المتحدة في عام 2020 روسيا بشن هجوم مترادف على سوق في سوريا في يوليو/تموز 2019 أسفر عن مقتل 43 مدنياً على الأقل. لكنَّ المركز يقول إنَّه يُقدِّم "الدراسة الأشمل حتى الآن للضربات المترادفة في النزاع السوري".

واستخدمت روسيا هذا التكتيك، الذي شحذته في سوريا، في حربها بأوكرانيا، وذلك وفقاً لمحققين دوليين وصحفيين على الأرض. ففي هجوم وقع في مارس/آذار في مدينة خاركيف، زُعِمَ أنَّ صاروخاً روسياً أصاب مبنى إدارياً إقليمياً. ووفقاً لتقرير يعود إلى أبريل/نيسان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقعت ضربة ثانية بعد بضع دقائق.

إذ قالت باشي: "كانت سوريا ساحة اختبار نوعاً ما لهذا النهج. ما أظهرته أوكرانيا هو أنَّ الهجمات المترادفة تُشَن بشكل منتظم".

وقد ثبتَ حتى الآن أنَّ المساءلة بعيدة المنال؛ فسوريا ليست طرفاً في نظام روما، المعاهدة الحاكمة للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يعني أنَّ ولاية المحكمة في سوريا محدودة. وأعاقت روسيا، التي انسحبت من معاهدة المحكمة الجنائية الدولية في 2016، جهود مجلس الأمن لإحالة الصراع السوري إلى المحكمة.

مع ذلك، أطلق محامون حقوقيون محاولة جديدة لنقل جرائم الحرب التي تضم مسؤولين سوريين إلى المحكمة. وفي غضون ذلك، تُستخدَم المحاكم الوطنية في أوروبا لمتابعة مثل هذه القضايا ضد نظام الأسد من خلال مبدأ الولاية القضائية العالمية.

لكنَّ غزو روسيا لأوكرانيا بعث روحاً جديدة في مجال القانون الدولي وجهود التحقيق في جرائم الحرب ومحاكمة مرتكبيها.

علامات:
تحميل المزيد