نفت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين 18 يوليو/تموز 2022، طلبها القبض على المحامي السابق للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، في تناقض مع التفسير الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن احتجاز المواطن الأمريكي، بحسب ما قالته صحيفة The Washington Post.
وحكمت الإمارات، السبت 16 يوليو/تموز، على محامي الحقوق المدنية المواطن الأمريكي عاصم غفور، بالسجن ثلاث سنوات وترحيله بعدها بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي، فيما نفى "غفور" الاتهامات.
واعتقلت الشرطة "غفور" من مطار دبي، الخميس 14 يوليو/تموز، في أثناء توجهه إلى إسطنبول لحضور حفل زفاف واقتادته إلى مركز احتجاز في أبوظبي.
فيما قال محاميه، فيصل جيل، إنَّ محكمة إماراتية رفضت طلب "غفور" الإفراج عنه بكفالة، بينما يسعى للاستئناف في حكم إدانته.
بالعكس تماماً، فقد أفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها أثارت مسألة احتجاز غفور "على مستويات رفيعة مع السلطات الإماراتية"، وكانت أحدث مقابلة للمسؤولين الأمريكيين مع "غفور" الأحد 17 يوليو/تموز.
أضافت الخارجية في البيان: "لقد نقلنا توقعاتنا بأنَّ حقوق غفور في محاكمة عادلة وعلنية وضمانات المحاكمة العادلة يجب أن تُحترم بالكامل وأن يُعامَل معاملة إنسانية".
الإمارات تبرر الاعتقال
من جانبها، صورت الإمارات اعتقال "غفور" على أنه تحرك منسق مع الولايات المتحدة "لمكافحة الجرائم العابرة للحدود"، قائلة إنَّ السلطات الأمريكية طلبت المساعدة الإماراتية في التحقيق بتهمة التهرب الضريبي المنسوبة إلى "غفور" وتحويلات الأموال المشبوهة في دبي.
حيث قال مسؤول إماراتي لوكالة رويترز إن التحقيق الذي أجرته أبوظبي بشأن عاصم غفور توصل إلى "أدلة دامغة" على ارتكابه انتهاكات جنائية لقوانين الضرائب ومكافحة غسل الأموال في الإمارات.
وأضاف المسؤول أن الحكومة الإماراتية تلقت طلباً أمريكياً في أبريل/نيسان 2020 للمساعدة في التحقيق بشأن "غفور".
لكن الولايات المتحدة عارضت هذه الرواية، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "لم تطلب القبض على غفور" وأحالت أية أسئلة أخرى إلى وزارة العدل، فيما لم ترد الوزارة على طلب للتعليق.
يشار إلى أن "غفور" عضو في مجلس إدارة منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي -التي تتخذ من واشنطن مقراً لها- وكان صديقاً مقرباً لخاشقجي، الكاتب المعارض والصحفي في The Washington Post، الذي قتله عملاء سعوديون في إسطنبول عام 2018. ومثّل "غفور" الراحلَ خاشقجي وخطيبته، خديجة جنكيز.