يحاول رجال الإطفاء والجيش في المغرب منذ الخميس، السيطرة على ما لا يقلّ عن 4 حرائق امتدت في مناطق حرجية في شمال البلاد، وفق ما أفاد مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية فؤاد العسالي، وبالتزامن التهمت الحرائق هكتارات من الغابات الفرنسية بمدينة بوردو، حسب ما نشرته وكالة فرانس برس.
ويبذل رجال الإطفاء جهوداً كبيرة لإخماد حرائق اندلعت في غابات بلدية لانديراس على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب مدينة بوردو الفرنسية وانتشرت الحرائق في 200 هكتار، وسط أحوال جوية سيئة مع هبوب الرياح بالإضافة إلى التضاريس المعقدة للمنطقة، ما جعل التدخل صعباً.
أما في المغرب، فقال العسالي إن حرائق الغابات التي تؤججها رياح عنيفة، اندلعت في أقاليم شمالية هي العرائش ووزان وتطوان وتازة.
وجرى إخلاء عدد من الدواوير (القرى) من سكانها، وكانت أربع قاذفات مائية من طراز "كنداير" تابعة للجيش تعمل بعد ظهر الخميس فوق المناطق التي اندلعت فيها الحرائق قرب منطقة القصر الكبير، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.
في ظلّ درجات حرارة خانقة، غادر قرويون منازلهم على عجل بعدما فوجئوا بتمدد الحرائق، وتمكن بعضهم من أخذ الماشية والخيول معهم.
كما أكد صحفيون في فرانس برس أن قرية صغيرة في منطقة القصر الكبير قضت عليها ألسنة اللهب، وقال العسالي وفق ما نقلت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجهود متواصلة على أمل السيطرة على هذه الحرائق في الساعات المقبلة.
وأتت النيران على آلاف الهكتارات من الغابات منذ مساء الأربعاء في إقليمَي العرائش ووزان، بحسب تقدير أولي.
ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوراً للحرائق التي التهمت الغابات فيما بدا بعضها قريباً من التجمعات السكانية ما أجبرهم على الهرب.
يشارك في جهود مكافحة الحرائق مئات العناصر من الدفاع المدني والقوات المسلحة الملكية المغربية والدرك، بمساندة السلطات المحلية.
وتأتي هذه الحرائق مع انتشار حرائق مماثلة في إسبانيا والبرتغال والجزائر وتركيا بسبب موجات الحر.
منذ أيام، تضرب المغرب موجة حرّ مع اقتراب الحرارة من 45 درجة مئوية، في سياق من الجفاف الاستثنائي وشحّ المياه.
ويشهد المغرب سنوياً حرائق بالغابات التي تغطي مساحات كبيرة تقدر بنحو 12% من المساحة الإجمالية للبلاد، وكذلك واحات النخيل بالجنوب الشرقي.