قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، إن الإمارات تعمل على إرسال سفير إلى طهران مع سعيها إلى إعادة بناء العلاقات معها، مضيفاً أن النهج التصادمي مع إيران ليس شيئاً تدعمه أبوظبي.
تحاول الإمارات تحقيق التوازن بين حليفتها المقربة واشنطن وصديقتها الجديدة إسرائيل وعدوتها القديمة إيران، مع سعيها لتجنب التوتر في المنطقة، الذي من شأنه تقويض طموحاتها الاقتصادية، إضافة لتعزيز قدراتها العسكرية.
محادثات مباشرة بين إيران والإمارات
بدأت الإمارات التعامل مع إيران في عام 2019 بعد هجمات على ناقلات قرب مياه الخليج وعلى البنية التحتية للطاقة بالسعودية، وتجري محادثات مباشرة معها منذ ذلك الحين، فقد زارت وزيرة التغير المناخي طهران في وقت سابق هذا الأسبوع.
وفي حديثه إلى الصحفيين قُبيل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات إلى باريس، قال أنور قرقاش: "محادثاتنا مستمرة… نحن نعمل على إرسال سفير إلى طهران. كل مجالات إعادة بناء العلاقات جارية".
لكنه أضاف أن أبوظبي لا تزال تتشارك مخاوف تتعلق بأنشطة إيران في المنطقة، لكنها تريد العمل بجد لإيجاد حلول دبلوماسية.
ووقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تعهداً مشتركاً، أمس الخميس، بالعمل على عدم تملك إيران لسلاح نووي.
وجاءت الخطوة بعد يوم من قول بايدن إنه منفتح على اللجوء لاستخدام القوة ضد إيران "كملاذ أخير" في ظل الجمود الذي أصاب جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
تعاون مشروط لدى الإمارات
ورداً على سؤال بشأن الحديث عن تحالف مناهض لإيران لمواجهة أنشطتها في المنطقة، قال قرقاش إن وجود تحالف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي هو مفهوم "نظري"، وإن المواجهة ليست خياراً بالنسبة لأبوظبي.
وتابع قائلاً: "نحن منفتحون على التعاون، لكن ليس التعاون الذي يستهدف أي دولة أخرى في المنطقة، وأذكر على وجه الخصوص إيران".
كما أضاف: "الإمارات لن تكون طرفاً في أي مجموعة من الدول ترى في المواجهة توجهاً، لكن لدينا مشاكل جدية مع إيران بخصوص سياستها في المنطقة".
يُذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان للتمهيد لتحالف أمني في الشرق الأوسط مع دول عربية يربط أنظمتها الدفاعية الجوية معاً لمواجهة هجمات إيرانية بصواريخ وطائرات مسيَّرة.
وقال قرقاش إن الإمارات يمكن أن تكون جزءاً من أي شيء يحميها من الطائرات المسيَّرة والصواريخ طالما أنه لا يستهدف دولة ثالثة.
وتابع قائلاً: "نحن واضحون للغاية أنه إذا كان هناك شيء يحمي الإمارات والمدنيين فيها، فإننا بالطبع منفتحون على تلك الأفكار، لكننا لسنا منفتحين على فكرة أي محور مناهض لدولة أو أخرى".