أثارت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المقررة لمستشفى فلسطيني في القدس الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، غضباً بين نواب جمهوريين في الكونغرس، مدعين أن هذه الخطوة ستعزز موقف السلطة الفلسطينية في المطالبة بهذا الجزء من المدينة، والذي يخضع للسيادة الإسرائيلية.
ستة نواب جمهوريين كتبوا في خطاب أرسلوه إلى البيت الأبيض، أن زيارة جو بايدن المقررة "سيُنظر إليها باعتبارها استمراراً للدعم المتواصل للفلسطينيين في جهودهم غير المشروعة للمطالبة بالقدس الشرقية"، بحسب ما نشرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية الخميس 14 يوليو/تموز 2022.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ذهب إلى شرقي القدس خلال زيارته لإسرائيل عام 2017، لكنه قصد مزار حائط المبكى اليهودي، في خطوة سبقت اعترافه بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك.
تحركات ضد الزيارة
تقود النائبة بمجلس النواب الأمريكي بيث فان دوين، من تكساس، مبادرة لمحاولة إثناء الرئيس بايدن عن القيام بزيارة غير مسبوقة للقدس الشرقية.
كما وقع على الخطاب ثلاثة نواب آخرين من تكساس، وهم: راندي ويبر، وبيتي سيشنز، وروني جاكسون. إضافة إلى النائب بيل جونسون من أوهايو والنائب غريغ ستيوبي من فلوريدا.
واعترف كونغرس الولايات المتحدة بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل في عام 1995 عند إقرار قانون السفارة الأمريكية.
وأشار النواب الستة إلى أن بايدن كان داعماً لهذا القانون عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ.
قال النواب: "يرى الفلسطينيون في القدس الشرقية عاصمة مستقبلية لدولة مستقلة لهم. بينما تعتبر إسرائيل أن القدس بأكملها عاصمة لهم غير قابلة للتجزئة، وضمن ذلك الجزءُ الشرقي الذي احتلته إسرائيل في حرب 1967".
وأشار النواب إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وقّع 168 نائباً جمهورياً على خطاب يعارض أي تحركات أمريكية لإعادة فتح القنصلية العامة في القدس الشرقية، والتي كانت بمثابة سفارة أمريكية في فلسطين حتى أغلقها ترامب عام 2018.
تعهد بايدن بإعادة فتح القنصلية لكنه لم يحصل على الإذن بعد من إسرائيل. ويبدو أن زيارة الجمعة بادرة في هذا الاتجاه.
قال النواب: "إسرائيل لها عاصمة ذات سيادة، ومثلما هو الحال مع أي دولة أخرى، لا يجوز فتح قنصلية لدولة أخرى على أراضيها".
وكتب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في خطاب مفتوح، أن تلك الزيارة ترمز إلى دعم جهود الفلسطينيين في تقسيم القدس.
إسرائيل غاضبة أيضاً
وسبق أن رفضت الولايات المتحدة، طلباً إسرائيلياً، للسماح لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية بالانضمام إلى زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى مستشفى "أوغستا فيكتوريا" (تُعرَف كذلك باسم المُطّلع) الفلسطينية بالقدس الشرقية.
موقع Axios الأمريكي قال إن مسؤولي وزارة الصحة الإسرائيلية بحثوا مع المسؤولين الأمريكيين زيارة بايدن، وسألوهم ما إذا كان يمكن لوزير الصحة، نيتسان هورويتز، أو مسؤول صحي إسرائيلي أدنى، أن ينضم إلى زيارة بايدن إلى المستشفى.
قال المسؤولون الإسرائيليون لموقع Axios إنَّ مسؤولي إدارة بايدن رفضوا الطلب، قائلين إنَّها "زيارة خاصة"، وليست زيارة سياسية.
فيما لم يرد البيت الأبيض على طلب من أجل التعليق، كما أضافت الصحيفة أن رد واشنطن لم يعجب الحكومة الإسرائيلية، كما صرَّح مسؤول إسرائيلي كبير للموقع بأنَّ هذه مسألة ترتبط بالسيادة الإسرائيلية.
تُعَد زيارة بايدن للمستشفى حساسة سياسياً بسبب حقيقة أنَّها تقع في القدس الشرقية؛ إذ كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعترف في ديسمبر/كانون الأول 2017 بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وينضم مسؤولو الحكومة الإسرائيلية منذ ذلك الحين إلى المسؤولين الأمريكيين في زياراتهم للقدس الشرقية.
تُعَد إسرائيل أيضاً في خضم حملة انتخابية، وهو ما يجعل الزيارة مُحمَّلة سياسياً بصورة أكبر. فكل قرار يُتَّخَذ يمكن أن يؤدي إلى نقاش سياسي داخلي في إسرائيل.