أثار تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي هزت ليبيا منذ بداية يوليو/تموز 2022، رد فعل قوياً في تركيا، فمع تزايد احتمالية انغماس البلاد مرة أخرى في الفوضى، يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعادة الهدوء وحل الأزمة السياسية، بحسب ما قاله موقع Africa Intelligence الاستخباراتي الفرنسي الأربعاء 13 يوليو/تموز.
بحسب الموقع، فقد دعا الرئيس التركي رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق شرق ليبيا، عقيلة صالح، إلى زيارة تركيا في 21 يوليو/تموز، وفي الوقت نفسه دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس غرب البلاد، خالد المشري، فيما يتوقع أن يصطحب كلا الرجلين المساعدين المقربين لكل منهما في هذه الزيارة.
حيث سينضم إلى عقيلة صالح النائب عبد الهادي الصغير، رئيس لجنة صياغة التشريعات الانتخابية المسؤولة عن العملية الانتخابية والعلاقات مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بجانب النائب الليبي يوسف العجوري، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية. بينما يصحب المشري، فوزي العقاب، المسؤول عن المفاوضات الحساسة التي يخوضها المشري.
مأزق سياسي
ويعمل رئيس البرلمان ورئيس المجلس الأعلى للدولة من أجل إيجاد أرضية مشتركة على صعيد العملية الدستورية والقواعد التي سوف تحكم الانتخابات العامة والانتخابات الرئاسية الجديدة.
يشار إلى أنه قد حُدد موعد لعقد هذه الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، لكن هذا التاريخ مر بدون عقدها، وتأجلت في الوقت الحالي إلى أجل غير مسمى.
وتعيش ليبيا الآن صراعاً سياسياً بين "معسكر شرق ليبيا" الذي يضغط من أجل تولي فتحي باشاغا منصب رئيس الوزراء خلفاً لعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة، الذي يجد نفسه في مواجهة كل من عقيلة صالح وخليفة حفتر.
بحسب الموقع، يريد أردوغان أن يقود مرة ثانيةً الاستجابة الدولية للأزمة، فمن المقرر عقد الاجتماع بين الوفدين الليبيين في نفس توقيت ومكان عقد اجتماع آخر بين أعضاء مجموعة (3+2)، وهم تحديداً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي ستنضم إليها مصر وقطر وتركيا، بوصفها الدولة المضيفة.
يضم الحضور ستيفانى ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ليكون هذا هو الاجتماع الأخير الذي تحضره في هذا المنصب. تجدر الإشارة إلى أن ولاية ستيفاني جرى تمديدها شهراً واحداً، لكن الصعوبات التي يواجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في العثور على بديل لها بهذا المنصب قد يتطلب منها البقاء في منصبها مدة أطول.
كان سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، هو من دشن التجمع في تركيا خلال اجتماع غير رسمي بروما، وذلك في أعقاب جولة مفاوضات غير مثمرة بدرجة كبيرة رعتها الأمم المتحدة في جنيف يوم 30 يونيو/حزيران 2022.
تركيا تدعم باشاغا
ما أدهش الجميع أن الدبلوماسي التركي أكد أن باشاغا سينجح بنهاية المطاف في متابعة مهام منصبه في طرابلس، بعد محاولة فاشلة في مايو/أيار. فضلاً عن أن فرنسا، التي كثيراً ما دعمت حفتر ومنحت دعمها الكامل للتحالف المؤيد لباشاغا، كانت على وفاق مع اقتراحه الرامي إلى عقد قمة جديدة في تركيا.
كان هذا كافياً لإقناع مراقبي الأزمة الليبية بأن تركيا سوف تؤكد دعمها لباشاغا، الذي أعلن مرة ثانية في 11 يوليو/تموز، أنه يتولى منصب رئيس الوزراء بطرابلس "في الأيام القادمة".
بعد الاعتماد لوقت طويل على الدبيبة، فإن أردوغان وكبار موظفي إدارته يتخذون موقفاً أكثر توازناً، فقد أعادوا افتتاح قنصلية في بنغازي، وعقدوا في مناسبات عديدةٍ اجتماعات مع نواب برلمانيين من شرق ليبيا، بجانب عقد اجتماعين مع باشاغا نفسه، أولهما عُقد في 30 أبريل/نيسان، فيما عُقد الثاني في 12 مايو/أيار.
موقف تركيا مستمد أيضاً من أوجه القصور التي تواجه رئاسة الوزراء الليبية الحالية بقيادة الدبيبة والتي تتنوع بين انقطاعات الكهرباء، ونقص الوقود، وانتشار الاضطرابات، ما جعل تركيا تشعر بالقلق من أن الموقف قد يخرج عن السيطرة ويهدد المكاسب التي حققتها بصعوبة في البلاد.
بحسب الموقع، فإن الجيش التركي يريد أيضاً تجنب التورط في قتال شديد حول العاصمة الليبية. إذ إن مئات من الجنود الأتراك والوحدات التركية المساعدة تتمركز في طرابلس ومصراتة وقاعدة الوطية الجوية.