قال مسؤولون سعوديون قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية نهاية هذا الأسبوع، إن المملكة الغنية بالنفط أصبحت أقرب إلى روسيا من أي وقتٍ مضى، وإنه ليست لديها خططٌ للانفصال عن موسكو أو مساعدة واشنطن بضخ مزيد من النفط.
صحيفة Wall Street Journal الأمريكية نقلت الثلاثاء 12 يوليو، عن المسؤولين السعوديين- لم تذكر أسماءهم- قولهم إن المملكة ملتزمة باتخاذ القرارات النفطية من خلال تحالف أوبك+، وبالتشاور مع روسيا.
كانت أسعار النفط المرتفعة قد ساعدت روسيا على تمويل حكومتها في هجومها على أوكرانيا، وإلحاق الضرر الاقتصادي بالغرب.
كذلك صرّح مسؤولون سعوديون وروس بأن منظمة أوبك+ أصبحت الآن بمثابة حجر أساس لسياستهم الخارجية، وتُوجد خططٌ بين البلدين حالياً لزيادة التجارة والاستثمارات، وهو الأمر الذي أوضح المسؤولون السعوديون أن الأمير محمد بن سلمان يرى فيه اتجاهاً عاماً للبعد عن الغرب، ويشمل هذا الاتجاه تفاعلاً أكبر مع الصين أيضاً.
تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الشراكة السعودية تُمثل بالنسبة لروسيا جزءاً من جهود موسكو لاستغلال رغبة واشنطن في تقليل انخراطها في صراعات منطقة الشرق الأوسط.
أما بالنسبة للمملكة، فإن التحالف مع روسيا يخفف الأعباء عن كاهل الرياض من أجل تقليل إنتاج النفط الخام بشكلٍ مؤلم، بينما ترتفع الأسعار بشدة وبدرجةٍ لا تُرضي واشنطن.
من جانبهم، رفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق على ما أوردته الصحيفة الأمريكية، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن "السعودية ما تزال في معسكر الغرب بشكلٍ ثابت"، مستشهدين بتصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، العام الجاري، من أجل إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث قال المسؤولون السعوديون إنهم فوجئوا بالهجوم.
لكن السعوديين "ساعدوا روسيا بطول الطريق، وخيّبوا آمال الغرب"، وفقاً لما أوردته Wall Street Journal، فبينما كانت روسيا تحشد قواتها على الحدود الأوكرانية أواخر عام 2021، اتفق المسؤولون النفطيون في السعودية وروسيا على السماح باستمرار ارتفاع أسعار النفط، وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة تحدثوا للصحيفة، وبلغت أسعار النفط بعد الهجوم معدلات غير مسبوقة منذ نحو 15 عاماً.
كانت الولايات المتحدة قد احتفت الشهر الماضي، بخطوة السعودية لضخ مزيد من النفط وخفض الأسعار، بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج بشكلٍ أسرع من المخطط.
لكن مسؤولي الطاقة السعوديين والروس ناقشوا الخطوة سراً، ولم تعترض روسيا، لأن النفط السعودي الجديد سيحل ببساطةٍ محل النفط الذي لم تعُد روسيا تُنتجه بسبب العقوبات، وفقاً لتصريحات المطلعين، وأضافوا كذلك أن السعوديين وافقوا على عدم الانقضاض على عملاء روسيا التقليديين وبيع النفط لهم.
تُشير الصحيفة إلى أنه حتى لو نجح بايدن في إقناع السعوديين بإعادة النظر في علاقاتهم مع موسكو، فقد لا تستطيع المملكة تقديم مساعدةٍ أكبر لحل مشكلة أسعار النفط في الواقع.
فمن المتوقع أن يصل إنتاج السعودية من النفط إلى 11 مليون برميل يومياً في أغسطس/آب 2022، في مستوى لم تحافظ عليه المملكة لأكثر من ثمانية أسابيع في الماضي.
في هذا الصدد، قال مسؤولون سعوديون إن الحفاظ على إنتاج 11 مليون برميل في اليوم لأكثر من بضعة أسابيع سيكون صعباً، لأن العملية ستكون مكلفةً وستلحق الضرر بمكامن النفط.
تقول المملكة إن إجمالي طاقتها الإنتاجية يبلغ 12 مليون برميل يومياً، لكنها لم تبلغ هذا المستوى من الإنتاج سوى مرة واحدة في أبريل/نيسان عام 2020، ويقول مهندسو شركة أرامكو النفطية السعودية إن المملكة لا تستطيع الحفاظ على هذا المستوى من الإنتاج لأكثر من بضعة أسابيع.
يُشار إلى أن زيارة بايدن للمملكة سبقها توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، من أبرز أسبابه قضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، وكانت الاستخبارات الأمريكية قد اتهمت الأمير محمد بن سلمان بالضلوع في هذه القضية، وهو ما نفته الرياض.