بالصلوات والزهور والأعلام الملفوفة بأشرطة سوداء، ودعت اليابان، الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022، شينزو آبي، الشخصية المثيرة للاستقطاب، والذي هيمن على السياسة بصفته رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد، قبل أن يُقتل بالرصاص في تجمع انتخابي الأسبوع الماضي.
وتجمعت الحشود على الأرصفة، وسط وجود أمني مكثف لدى مغادرة عربة نقل الموتى لمعبد في وسط طوكيو، بعد ظهر الثلاثاء، وهتفت الحشود وصفقت لتودع آبي لدى مرور السيارة، بينما كان البعض يحمل الزهور.
فيما تجمع المئات داخل المعبد، أمس الإثنين وصباح الثلاثاء، لإلقاء نظرة الوداع على آبي، الذي توفي عن 67 عاماً. وأحدث مقتله، على يد عاطل استخدم مسدساً محلي الصنع، حالة من الصدمة، في بلد تندر فيه جرائم إطلاق النار والعنف السياسي.
وكانت المراسم مغلقة أمام وسائل الإعلام، واقتصرت على العائلة والأصدقاء المقربين.
وسار موكب الجنازة في شوارع طوكيو، ماراً بمنطقة ناجاتاشو، القلب السياسي للعاصمة، التي تضم معالم رئيسية مثل مبنى البرلمان الذي دخله آبي لأول مرة كنائب شاب في عام 1993، بعد وفاة والده السياسي، والمكتب الذي قاد منه البلاد على مدى فترتين رئيساً للوزراء من 2012 إلى 2020.
ومنذ الصباح الباكر، تشكلت صفوف طويلة من المواطنين بملابس سوداء، اختلطوا مع آخرين في ملابس غير رسمية، خارج المعبد.
فيما كانت كيكو نومي، وهي معلمة تبلغ من العمر 58 عاماً، واحدة من كثيرين أتوا للصلاة ووضع الزهور أمام صورة كبيرة لآبي داخل أرض المعبد يظهر فيها ضاحكاً ومرتدياً قميصاً أبيض؛ إذ قالت: "كان هناك شعور بالأمن عندما كان هو رئيس الوزراء المسؤول عن البلاد". وأضافت: "لقد أيدته حقاً، لذلك هذا مؤسف للغاية".
واصطف آخرون أمام مقر الحزب الديمقراطي الحر الحاكم.
تأبين عالمي للمسؤول الياباني
كما تدفقت عبارات التأبين من زعماء دوليين، حيث توقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لفترة وجيزة في طريقه إلى الولايات المتحدة عائداً من جنوب شرق آسيا، صباح الإثنين، لتقديم العزاء، وانضمت أيضاً وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى المعزين.
وقالت وكالة كيودو للأنباء إن ما يقرب من 2000 رسالة عزاء وصلت من دول حول العالم.
وأرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعازيه في مقطع فيديو نُشر على حساب الرئاسة الرسمي على تويتر، بعدما زار السفارة اليابانية في باريس، وقال في التسجيل: "أتذكر كل لقاءاتنا وعملنا معاً، خاصة خلال زيارتي (لليابان) في 2019… لقد فقدت صديقاً خدم بلاده بشجاعة وجرأة".
فيما قالت كيودو، نقلاً عن محققين، إن القاتل، الذي أُلقي القبض عليه في مكان الحادث وعرفته الشرطة باسم تيتسويا ياماجامي (41 عاماً) يعتقد أن آبي روج لمجموعة دينية قدمت لها والدته "تبرعاً كبيراً".
وقالت كنيسة الوحدة، التي تشتهر بإقامة الأعراس الضخمة، يوم الإثنين، إن والدة القاتل واحدة من أتباعها، ولم تستطع رويترز تحديد ما إذا كانت من أتباع أي كنيسة أخرى.
وأطلق ياماجامي النار على آبي من الخلف، وأفرغ رصاصتين في ظهره من مسدس ملفوف بشريط لاصق أسود اللون.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن الحكومة ستدرس ما إذا كانت هناك حاجة لتنظيم الأسلحة محلية الصنع بدرجة أكبر.
وقال: "نحن على علم بأن القواعد الراهنة تقيد بشدة الأسلحة النارية".
وقال ساتوشي نينويو، رئيس لجنة الأمن الوطني العام، في مؤتمر صحفي، إنه أصدر توجيهات بتشكيل فريق للتحقيق في الوضع الأمني المحيط باغتيال آبي، ونقلت عنه صحيفة نيكي شيمبون قوله: "نأخذ هذا الأمر بجدية شديدة".