قال مسؤولون محليون، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022، إن المتهم بمهاجمة عرض كان مقاماً بمناسبة عيد الاستقلال في الرابع من يوليو/تموز في إحدى ضواحي شيكاغو، اشترى بندقيته بشكل قانوني، وأطلق أكثر من 70 طلقة من فوق سطح مبنى، وارتدى ملابس نسائية؛ ليهرب وسط الحشد عقب إطلاق النار.
واستسلم الجاني روبرت إي.كريمو البالغ من العمر 21 عاماً، للشرطة يوم الإثنين بعد ساعات من الهجوم الذي وقع في هايلاند بارك بولاية إيلينوي وأودى بحياة سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 36 شخصاً بجروح ناجمة عن أعيرة نارية وإصابات أخرى.
وعدلت الشرطة العدد المؤكد للقتلى، الثلاثاء، بوفاة شخص سابع تم نقله إلى المستشفى بعد الهجوم.
الشرطة تنشر التحقيقات الأولية
كريستوفر كوفيلي، المتحدث باسم الشرطة، قال إنه لم يتم بعد تحديد أي دافع للهجوم الذي أطلق خلاله المسلح عشرات الطلقات من بندقية نصف آلية من سطح أحد المنازل على الحشد.
كوفيلي أضاف: "نعتقد أن كريمو خطط مسبقاً لهذا الهجوم لعدة أسابيع، وتصرف بمفرده. ليس لدينا معلومات تشير في هذه المرحلة إلى أن الدافع كان عنصرياً أو بدافع الدين أو أي شيء آخر".
بحسب الشرطة، فإن المسلح صعد إلى سطح محل تجاري يطل على طريق العرض باستخدام سلالم النجاة، وأطلق أكثر من 70 طلقة من بندقية اشتراها بشكل قانوني.
ومما ساعد الجاني على الاختفاء، أنه كان يرتدي ملابس نسائية بهدف إخفاء هويته، ووجود أوشام على وجهه، وهو ما جعل من عملية هروبه سهلة عبر الاندساس بين الفارين، إثر حالة الفوضى التي أثارها إطلاق النار، بحسب الشرطة.
بعد أن أنهى المشتبه به عملية إطلاق النار، ذهب إلى منزل والدته القريب واستعار سيارتها، قبل أن يتم القبض عليه بعد حوالي 8 ساعات بعد مطاردة قصيرة.
وقال إن السلطات تحقق في منشورات ومقاطع فيديو نشرها على الإنترنت كريمو، وهو من أصحاب السوابق إنما "غير العنفية".
صدمة خلّفها الهجوم لدى سكان الضاحية الراقية
خلف إطلاق النار صدمة في الضاحية الراقية، وقالت عمدة المدينة نانسي روترنغ لبرنامج "توداي" على شبكة "إن بي سي": "ما زلنا مصدومين.. كل منا يعرف شخصاً تأثر بهذا بشكل مباشر".
وقالت إنها كانت تعرف شخصياً المشتبه به عندما كان صبياً في فرقة أشبال الكشافة، وكانت مسؤولة عن الأشبال.
وتساءلت: "كيف يمكن لشخص أن يراكم كل هذا الغضب، وهذه الكراهية ومن ثم يصبها على أبرياء كانوا يقضون يوماً في الخارج مع عائلاتهم؟".
كان رجال الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي يفحصون، الثلاثاء، المتعلقات التي خلفها الناس وراءهم أثناء فرارهم، فيما تناثرت عربات الأطفال والدراجات والكراسي القابلة للطي وغيرها من الأشياء في طريق العرض على طول الشارع الرئيسي في هايلاند بارك.
كان كريمو، الذي ترشح والده لمنصب رئيس البلدية ولم ينجح ويمتلك متجراً في هايلاند بارك، هاوياً للموسيقى يطلق على نفسه لقب "أويك ذا رابر"، وتضمنت منشوراته على الإنترنت محتوى عنيفاً يشير إلى البنادق وإطلاق النار.
وظهر في مقطع فيديو نشره على موقع يوتيوب قبل ثمانية أشهر رسوم متحركة تصور مسلحاً يطلق النار على أشخاص، مع تعليق صوتي يقول: "أريد فقط أن أفعل ذلك… إنه قدري.. كل شيء أدى إلى ذلك. لا شيء يمكن أن يوقفني، ولا حتى أنا نفسي".
شوهد كريمو وهو يرتدي قبعة بيسبول عليها اسم "مكتب التحقيقات الفيدرالي" في العديد من الصور، وفي إحداها يلف ظهره بعلم عليه صورة ترامب.
إطلاق النار هو الأحدث في موجة من أعمال العنف التي نفذت بسلاح ناري في الولايات المتحدة؛ حيث يتسبب استخدام الأسلحة النارية في مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص سنوياً، وفقاً لجمعية أرشيف عنف البنادق Gun Violence Archive.
"وباء العنف المسلح"
اندلع الجدل الذي يقسم البلاد مجدداً، حول مراقبة الأسلحة بعد مجزرتين في أيار/مايو أسفرتا عن مقتل 10 أشخاص من السود في متجر في شمال ولاية نيويورك و19 طفلاً واثنين من المعلمين في مدرسة ابتدائية في تكساس.
كما ألقى إطلاق النار في هايلاند بارك بظلاله على يوم الاستقلال، مع تنظيم البلدات والمدن عروضاً، وخروج الناس للاستمتاع بحفلات الشواء بجميع أنحاء الولايات المتحدة، وعروض الألعاب النارية.
وفي حادثة إطلاق نار أخرى في 4 تموز/يوليو، أصيب ضابطا شرطة عندما تعرضا لإطلاق النار خلال عرض للألعاب النارية في فيلادلفيا.
أما في هايلاند بارك، فلقي خمسة من القتلى الستة، وجميعهم من البالغين، حتفهم في مكان الحادث، ونقل السادس إلى المستشفى، لكنه مات متأثراً بجروحه هناك.
فيما قال مستشفى هايلاند بارك، حيث نُقل معظم الضحايا، إنه استقبل أكثر من عشرين شخصاً مصابين بطلقات نارية تتراوح أعمارهم بين 8 و85 عاماً.
من جانبه، أعرب الرئيس جو بايدن عن صدمته، وتعهد بمواصلة مكافحة "وباء العنف المسلح"، بقوله: "لن أستسلم".
وفي الأسبوع الماضي، وقع بايدن أول مشروع قانون فيدرالي مهم بشأن ضمان السلامة من الأسلحة منذ عقود، بعد أيام فقط من حكم المحكمة العليا بأن للأمريكيين حقاً أساسياً في حمل مسدس في الأماكن العامة.