قالت وكالة تاس الروسية للأنباء، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022، إن السلطات التي عيَّنتها روسيا في منطقة زابوريجيا بجنوب شرقي أوكرانيا، والتي تخضع جزئياً للسيطرة الروسية، توصلت إلى اتفاق لبيع الحبوب في الخارج، وفي الأساس بالشرق الأوسط.
كانت أوكرانيا قد اتهمت روسيا، أكبر مُصدر للقمح في العالم، بسرقة الحبوب من المناطق التي استولى عليها الجيش الروسي. وتنفي موسكو ذلك.
يُذكر أن الحرب الروسية- الأوكرانية عطلت صادرات أوكرانيا من الحبوب عن طريق البحر الأسود.
دول بالشرق الأوسط معنيَّة بالحبوب الأوكرانية
وذكرت "تاس"، نقلاً عن يفجيني باليتسكي رئيس الإدارة الروسية لمنطقة زابوريجيا، أن الدول المعنية هي: العراق وإيران والسعودية.
كما قال باليتسكي إن هناك عقداً لتوريد 150 ألف طن من الحبوب إلى إيران، مضيفاً أن التجار الروس والشركات الحكومية يشترون الحبوب من مُزارعي المنطقة.
فيما لم يتسنَّ لرويترز التحقق من هذه التصريحات.
وأوضح باليتسكي لوكالة تاس للأنباء أن "الأسعار ليست سيئة في الوقت الحالي"، مضيفاً أن "المزارع يحصل على حوالي 200 دولار لكل طن من الحبوب، وهو أمر رائع، لأن تكلفة إنتاجه تبلغ حوالي 120 دولاراً، حتى مع الأخذ في الاعتبار وقت التخزين الطويل الذي تم فرضه".
وبلغت أسعار القمح الروسي الذي يحتوي على 12.5٪ من البروتين للشحن من موانئ البحر الأسود 375 دولاراً للطن للتسليم على ظهر السفينة بنهاية الأسبوع الماضي.
الروس استولوا على مخازن ضخمة من الحبوب
كانت صحيفة Washington Post الأمريكية قد نقلت الشهر الماضي عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن القوات الروسية استولت على مخازن ضخمة من الحبوب والقمح من أوكرانيا وصدّرتها إلى روسيا؛ مما أدى إلى تفاقم مخاطر نقص الغذاء والجوع في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.
من جانبه قال سيرهي هايداي، الحاكم الإقليمي لـ"لوغانسك"، على قناته على منصة تليغرام، إن أكثر من 90% من الأراضي الزراعية في لوغانسك تتركَّز في الجزء الشمالي من المنطقة، التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ فبراير/شباط.
يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن روسيا تحاول إحداث مجاعة في أوكرانيا، وقد أجرى البعض مقارنات مع هولودومور، المجاعة التي هندسها الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين والتي قتلت حوالي 4 ملايين شخص في أوكرانيا في عامَي 1932 و1933، معظمهم من المزارعين وسكان الريف.
ووصف سولسكي، وزير الزراعة، النهب الروسي المزعوم للحبوب في الأسابيع الأخيرة بأنه يذكِّر بثلاثينيات القرن الماضي.
يُشار إلى أن أوكرانيا من أكبر مصدِّري الحبوب في العالم، وقد شهدت صناعة الحبوب فيها تعثراً بسبب الهجمات الروسية وإغلاق الموانئ البحرية التي تعتمد عليها أوكرانيا لنقل المنتجات الغذائية إلى البلدان في جميع أنحاء العالم.
وتعتمد دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا بشكل كبير على الحبوب الأوكرانية، وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الهجوم الروسي قد يؤدي إلى تفاقم الجوع في العالم.