يطلق أوكرانيون مبادرات مبتكرة لدعم وحتى تسليح الجيش الأوكراني في حربه مع روسيا، ومن هذه المبادرات الاستفادة من السجائر الإلكترونية في شن هجمات على القوات الروسية باستخدام الطائرات المسيّرة.
صحيفة The Independent البريطانية، قالت الأحد 3 يونيو/حزيران 2022، إن هذه المبادرة الاستثنائية الجديدة أطلقها المهندس وطالب الدكتوراه، مكسيم شيريميت، ومنظمته "Drone Lab".
الفريق التطوعي لمكسيم وضع صناديق أمام الحرم الجامعي وغرف السكن الجامعي في معهد كييف للعلوم التطبيقية، الذي يدرس ويعمل به مكسيم، وذلك لجمع السجائر الإلكترونية المستعملة واستخراج عنصر ثمين بداخلها: بطاريات بوليمرات الليثيوم.
تُستخدم هذه البطاريات لتشغيل أنظمة الإطلاق الملحقة بالطائرات المسيرة، حتى تتمكن من حمل وإسقاط أي شيء من الإمدادات الطبية إلى القنابل اليدوية، وهذه الأنظمة تُصنع باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.
الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، قال في تصريح لصحيفة The Independent من ورشته التي كانت مليئة بطائرات مسيرة نصف مكتملة، وطابعات ثلاثية الأبعاد في مكان غير معروف بالعاصمة: "بدأنا في جمع السجائر الإلكترونية بعد أن ارتفع سعر بطاريات الليثيوم كثيراً قبل شهر".
منذ أن اضطرت البلاد إلى إغلاق مطاراتها في بداية الحرب، أصبح من الصعب الحصول على المواد المستوردة، وارتفعت تكلفتها أيضاً.
يقول مكسيم: "كانت بطاريات الليثيوم تكلف دولاراً واحداً للواحدة، لكن سعرها ارتفع خمس مرات، وهذا زاد من أعبائنا بدرجة كبيرة. لذلك بدأنا في تصنيع أنظمة الإسقاط من بطاريات السجائر الإلكترونية المستعملة. فهي مجانية ويسهل تعديلها وصديقة للبيئة؛ لأننا نعيد تدويرها".
يأتي هذا بينما يعمل فريق مكون من حوالي 60 متطوعاً على تصنيع أنظمة الطائرات المسيرة، ويعمل 30 منهم على استخراج البطاريات من السجائر الإلكترونية.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه في ظرف أربعة أشهر، نجحوا في تصنيع 4000 منظومة إسقاط- كلفتهم أقل من 30 دولاراً- وإرسالها إلى الجبهة، وهم أيضاً يصنعون طائرات مسيرة من الصفر، ويعدلون الطائرات المسيرة التجارية الحالية؛ لتتماشى مع أنظمة الإسقاط التي يصنعونها. وقبل ثلاثة أسابيع بدأوا العمل باستخدام بطاريات السجائر الإلكترونية.
يُشير مكسيم، وهو يحمل طائرة مسيرة صنعوها وزودوها بكاميرا حرارية، إلى أنه خلال العشرين يوماً الماضية، صنع وفريقه 100 نظام إسقاط للطائرات المسيرة باستخدام بطاريات السجائر الإلكترونية، وأضاف: "لدينا 100 نظام آخر قيد التنفيذ"، معتبراً أن هذه طريقته للمساهمة في المجهود الحربي.
لفت مكسيم إلى أن هناك من يريدون تقديم يد العون، ولا يعرفون كيف يستخدمون بندقية. "لكن دماغنا هو سلاحنا. فلدينا طلاب ومهندسون وبرامج تطوعية (…) ومن السهل جداً لحام هذه الأشياء، وليست بالمهمة الصعبة".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.