احتدم القتال، السبت 2 يوليو/تموز 2022، في ليسيتشانسك، آخر معقل لأوكرانيا في منطقة لوغانسك الاستراتيجية في شرقي البلاد، في حين هزت الانفجارات مدينة ميكولايف الجنوبية، بعد أن تزايد عدد القتلى المدنيين من الضربات الروسية في بلدات تقع خلف خطوط المواجهة.
روديون ميروشنيك، سفير جمهورية لوغانسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد) لدى موسكو، قال للتلفزيون الروسي إن "ليسيتشانسك باتت تحت السيطرة"، لكنه استدرك قائلاً "للأسف لم يتم تحريرها بعد".
وسائل إعلام روسية عرضت مقاطع فيديو لقوات لوغانسك تقوم باستعراض في شوارع ليسيتشانسك، في حين كان أفرادها يلوحون بالأعلام ويهتفون، لكن المتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني روسلان موزيتشوك، قال للتلفزيون الوطني الأوكراني إن المدينة لا تزال في أيدي الأوكرانيين.
أضاف موزيتشوك "نخوض الآن معارك ضارية بالقرب من ليسيتشانسك، ولحسن الحظ فإن المدينة ليست محاصرة وتخضع لسيطرة الجيش الأوكراني"، مشيراً إلى أن الأوضاع في منطقتي ليسيتشانسك وباخموت، وكذلك في منطقة خاركيف، أصعب مقارنة بباقي خطوط المواجهة.
لفت موزيتشوك أيضاً إلى أن "هدف العدو هنا هو الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك. يحاول العدو أيضاً القيام بعمليات هجومية في اتجاه سلوفيانسك".
من جانبه، كتب أولكسندر سينكيفيتش، رئيس بلدية ميكولايف، المتاخمة لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، على تطبيق تيليغرام: "هناك انفجارات قوية في المدينة! ابقوا في الملاجئ!".
بدورها، نقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن فاديم دينيسينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، قوله إن المزاعم الروسية بمحاصرة ليسيتشانسك كاذبة وتهدف إلى إضعاف معنويات الأوكرانيين وتشجيع القوات الموالية لروسيا.
وقال جندي أوكراني عائد من ليسيتشانسك، آخر معقل لأوكرانيا في مقاطعة لوغانسك: "بالتأكيد هم يحاولون إضعاف معنوياتنا. ربما يتأثر بعض الناس بذلك، لكن بالنسبة لنا لا يجلب سوى المزيد من الكراهية والتصميم".
يأتي هذا بينما تسعى موسكو إلى إخراج أوكرانيا من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تشكلان المنطقة الصناعية المعروفة باسم "إقليم دونباس"، حيث يقاتل انفصاليون تدعمهم موسكو قوات الحكومة الأوكرانية منذ أول تدخل عسكري لروسيا في أوكرانيا عام 2014.
بدورها، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر مقرب من القوات المدعومة من روسيا في لوغانسك قوله إن آخر ما تبقى من القوات الأوكرانية في ليسيتشانسك تعرضت لهجوم مكثف. وقال المصدر "سيهزمون في وقت قريب إذا لم يستسلموا".
كانت القوات الروسية قد سيطرت على مدينة سيفيرودونيتسك، وهي مدينة رئيسية في لوغانسك هذا الشهر، بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر والتي حولت مناطق بأكملها إلى أنقاض.
في موازاة ذلك، دعت أوكرانيا الغرب لإرسال المزيد من الأسلحة، قائلة إن الجيش الروسي يتفوق على قواتها.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.