سلّط فيلم وثائقي الضوء على تفاصيل المفاوضات التي أجراها الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي قبل إطلاق هجومه على أوكرانيا، مشيراً إلى أن ماكرون كان ساذجاً، وقد تعرض للتضليل من بوتين قبل يوم واحد من إعلان موسكو اعترافها باستقلال إقليم دونباس شرق أوكرانيا؛ تمهيداً للغزو المستمر منذ 5 شهور.
يُظهِر الفيلم الوثائقي، الذي يحمل اسم "رئيس وأوروبا وحرب"، ماكرون وهو يكافح من أجل التعامل مع استعداد بوتين للتضليل، وذلك في الأشهر التي سبقت الهجوم الروسي على أوكرانيا، بحسب ما نشرت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية السبت 2 يوليو/تموز 2022.
يأتي ذلك بعد أن نصَّبَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه كمحاور رئيسي للغرب مع فلاديمير بوتين، وطالب بدور دبلوماسي رائد لفرنسا على المسرح العالمي.
تضليل متعمد من بوتين
في أحد أكثر المشاهد كشفاً، يظهر كبير المستشارين الدبلوماسيين لماكرون، إيمانويل بون، ومساعدوه الآخرون وهم يستمعون إلى مكالمة بين ماكرون وبوتين، قبل أربعة أيام من إطلاق الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط. كانت الولايات المتحدة تحذر من أن الهجوم كان وشيكاً، لكن المسؤولين الأوروبيين كانوا متشككين في الاستخبارات الأمريكية.
يُسمع ماكرون وهو يدفع بوتين للقاء الرئيس بايدن في جنيف لتخفيف التوترات بشأن أوكرانيا.
قال بوتين إنه يوافق نظرياً ولكن على المساعدين التحضير للمفاوضات.
ماكرون أخبر مساعديه أن المكالمة سارت على ما يرام، وأن على مستشاريهم إعداد بيان مشترك يقول إن بوتين مستعد للقاء بايدن.
بعد ساعات، واجهت خطط إصدار بيان مشترك بعض المشكلات، حيث أخبر بوتين مستشاريه بعدم الإشارة إلى اجتماع قمة في البيان.
في اليوم التالي، أعلن بوتين أن روسيا ستعترف باستقلال دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا، وهي الخطوة التي سبقت الهجوم الروسي على كييف وتصعيد الصراع مع الغرب.
بحسب الصحيفة، فقد وجه قرار بوتين بالهجوم ضربةً لجهود ماكرون للمطالبة بدور قيادي لفرنسا في الأمن الأوروبي، فيما كانت تفضِّل بولندا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى الواقعة على الطرف الشرقي للكتلة ترك هذه الوظيفة للولايات المتحدة.
في نهاية الفيلم، يقول ماكرون إنه قلق بشأن الدعوات المتزايدة لتدمير روسيا أو إضعافها بشدة، فيما قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في أبريل/نيسان الماضي إنه يجب إضعاف روسيا حتى لا تتمكن من مهاجمة جيرانها مرة أخرى.