في عام ٢٠١٩ كانت فكرة تأجير مستلزمات الأطفال عندما كانت المهندسة مريم الشبكشي في رحلة سياحية إلى إحدى المدن الساحلية في مصر بالتحديد الإسكندرية برفقة نجلتها، وجدت "مريم" صعوبة كبيرة في التحرك في الطرق العامة والمولات دون وجود الأغراض والمستلزمات الخاصة بنجلتها؛ مثل كرسي الطعام أو عربة التنقل الخاصة بالأطفال، ومن هنا جاءتها الفكرة، فهي تجد صعوبة في التنقل برفقة نجلتها وكذلك إحضار كافة مستلزماتها من القاهرة إلى الإسكندرية أو إلى أية سفرية لها والتي بحكم عملها تضطر إلى السفر كثيراً.
الشراء مستحيل.. فلجأت للإيجار
بدأت مريم تفكر في آلية أو طريقة لتجاوز تلك العقبة، لتبدأ فكرة مبادرة "كيدز كيت" في الخروج للنور. تقول مريم: "الفكرة أضاءت في رأسي، في سؤال وجدته ملحاً عليّ، لماذا لا يمكن أن ألجأ لتأجير المستلزمات التي أحتاجها بدلاً من حملها معي في كل سفر، خاصة أن من الصعب شراءها بالطبع؛ لذا بدأت وضع اللبنة الأولى للمشروع بشكل عام".
تعمل مريم الشبكشي في مجال الـ User Experience وهو المجال الذي يهتم بتقييم تجربة المستخدم وتقديم مقترحات وعمل أبحاث لتحسين الخدمات المقدمة إلى الجمهور، وهو ما سهل عليها عملية التواصل السريع لتحقيق فكرتها وتحويلها من فكرة إلى تجربة واقعية يمكن تقييمها من خلال تتبع ردود أفعال وتعليقات الجمهور المستهدف.
تضيف: "الفكرة ليست ذات خصوصية مصرية أو عربية، فهي فكرة معمول بها في دول كثيرة حول العالم، وعندما حاولت أن أبحث عن مؤسسة أو شركة تقوم بالأمر باءت كل محاولاتي بالفشل. كان من المقرر أن أخرج بالفكرة إلى النور في نهاية ٢٠١٩ بداية ٢٠٢٠، لكن بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا وتوقف الحياة بشكل كامل تم إرجاء انطلاق المشروع لحين هدوء الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد".
بالاعتماد على فريق عمل لا يتعدى ثلاثة أفراد من ضمنهم المهندسة مريم انطلق المشروع في عام ٢٠٢٢ قبل قرابة الثلاثة أشهر من الآن. في بداية الانطلاق اعتمدت المؤسسة على العلاقات الشخصية للعاملين. مريم تعد شخصية معروفة وأهلاً للثقة في محيطها الاجتماعي، وبدأت في نشر الفكرة في أوساطها، يمكن تبسيط الفكرة في سطور وكلمات واضحة، فهي خدمة موجهة للعائلات التي لا تستطيع اصطحاب كافة مستلزمات أطفالها في سفرياتها؛ لذا يستطيع الوالدان استئجار كراسي السيارة للأطفال، وعربات وأسرّة الأطفال والمشايات والكراسي المرتفعة واللعب والملابس التنكرية، والتي يمكن تأجيرها لفترات قصيرة أو طويلة، منها مستلزمات الأطفال حديثي الولادة، خاصة أن "هناك بعض المستلزمات لا يستمر استخدامها لفترات طويلة؛ لذا يمكن للوالدين استئجارها لفترات طويلة أو قصيرة بمقابل بسيط يوفر عليهم أموالاً كبيرة".
كل الأدوات تنظف وتعقم
يتم تنظيف وتعقيم وصيانة مستلزمات الأطفال بشكل جاد، خاصة في ظل حالة التخوف الكبيرة التي ضربت العالم أجمع خلال السنوات الماضية على خلفية انتشار فيروس كورونا.
لم يمض على مبادرة كيدز كيت سوى ٦ أشهر، لكنها بدأت تحقيق خطوات على أرض الواقع؛ حيث بدأ العمل في القاهرة الكبرى (القاهرة-الجيزة) لكن مع ارتفاع عدد الطلبات تم فتح الخدمة في محافظة الإسكندرية، وكذلك زاد عدد فريق العمل من ٣ أفراد إلى عشرة من الشباب يعملون بطاقة كبيرة من أجل إنجاح المبادرة.
لم تنس "كيدز كيت" محدودي الدخل من خارطة الجمهور المستهدف لها؛ لذا كان توفير متبرعين قادرين على تقديم الدعم للأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً حاضراً في الأذهان. تقول مريم: "هناك بند خاص بمحدودي الدخل وهم غير القادرين على دفع مقابل الخدمة؛ حيث بدأنا في التواصل مع متبرعين لتقديم دعم بالمستلزمات ويتم تعقيمها من قبل متخصصين تم التعاقد معهم وتسليمها إلى المستخدمين بمقابل مادي ضعيف للغاية وذلك لتيسير الحياة عليهم. المشروع قائم على تحقيق أكبر فائدة ممكنة للجميع، فهناك عائلات أطفالها تخطّت مرحلة الاعتماد على المستلزمات التي يمتلكونها فعلياً وبدلاً من الاحتفاظ بها يمكن أن تدرّ عليهم أموالاً من خلال تأجيرها للغير، ونقوم نحن فريق العمل بعملية الاستلام والتعقيم والتسليم للمستأجر بدون مقابل مادي".
وضع فريق العمل خطة توسع لكن دون تسرع، فهناك خطة عمل لأن تتواجد المؤسسة في أكثر من محافظة وكذلك خارج مصر، خاصة أنه في ظل حالة التضخم يجد العديد من العائلات صعوبة في شراء كافة المستلزمات. في النهاية تتمنى مريم الشبكشي أن تجد الفكرة النجاح الذي يسمح لها بالبقاء والاستمرار، خاصة مع وجود مؤسسات خيرية تقدم المساعدة وتسمح بالانتشار أكثر فأكثر.