أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة، التي تُعد الخامسة في أقل من أربع سنوات، والتي سيسعى خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى الحكم.
جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم بينيت، وأشار إلى أن الأخير أبلغ أعضاء حزبه "يمينا" المتطرف، قراره.
جاء البيان قبل تصويت في الكنيست لحل البرلمان استعداداً لإجراء انتخابات جديدة، في حين ذكر موقع هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، أن بينيت سيبقى حتى إجراء الانتخابات في منصب رئيس الوزراء البديل، وأشار إلى أنه من المقرر أن يدلي بينيت بتصريح حول الموضوع من الكنيست (البرلمان) في وقت لاحق من مساء اليوم الأربعاء.
في سياق متصل، قال موقع "واللا" العبري، إن بينيت اتخذ قراره بعد مشاورات مع بعض أعضاء حزب "يمينا" برئاسته وعدد من مقربيه، وأضاف: "تشير التقديرات إلى أن وزيرة الداخلية أييليت شاكيد ستقود حزب يمينا، بموجب وعد من بينيت في اجتماع عقده معها مؤخراً".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى بينيت وشاكيد، وأبدت له رغبتها في قيادة الحزب، حال قرر اعتزال الحياة السياسية.
تخطط "شاكيد" لاحقاً للانضمام إلى أحزاب أخرى ضمن تحالف انتخابي أوسع، دون استبعاد تحالف محتمل مع زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.
يأتي هذا فيما من المقرر أن يصوت الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة في وقت لاحق من مساء اليوم، على حل نفسه والذهاب لانتخابات مبكرة، ولكي يصبح أي قانون نافذاً في إسرائيل، يجب المصادقة عليه بثلاث قراءات.
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، تعليقاً على قرار بينيت: "شكرت رئيس الوزراء على التعاون الوثيق بيننا من أجل دولة إسرائيل وأمنها، وعلى العمل بما فيه خير الجمهور والدولة"، وفق تعبيره.
أضاف هرتسوغ في تغريدة: "عملنا المشترك كان في جو جيد وصداقة وتقدير متبادل، وأتمنى له التوفيق في مساعيه المستقبلية".
فيما كتب زعيم حزب "ميرتس" (يسار) وزير الصحة نيسان هوروفيتس، مغرداً: "مواقفه (بينيت) ليست مواقفي وهذا واضح، لكنني أقدره كثيراً"، وأضاف: "لقد كسبت إسرائيل سَنة من الحكم الجيد، كثيراً بفضله".
فيما غرد وزير العدل جدعون ساعر، رئيس حزب "أمل جديد" (يمين)، قائلاً: "عملنا بتعاون كامل من أجل إسرائيل ومواطنيها، وأنا مقتنع بأنه سيعود لخدمة البلاد في المستقبل"، واصفاً بينيت بـ"الإسرائيلي الوطني"، بحسب تعبيره.
في المقابل، غرد بتسلإيل سموتريش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" (يمين) المعارض، بالقول: "قرار اعتزال الحياة السياسية ليس قراره بل قرار الجمهور الذي سئم منه ولفظه".
في حين كتبت ميري ريغيف، النائبة بالكنيست عن حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو، على "تويتر": "الحمد لله أننا تخلصنا من هذه العقوبة"، في إشارة إلى مشاركة بينيت في الحياة السياسية.
تشير نتائج استطلاعات عدة للرأي إلى إمكان فوز نتنياهو في الانتخابات المقبلة، لكنه قد يواجه صعوبة في حشد الغالبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة، ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد أيضاً، وهي تهم لطالما نفاها واعتبرها مؤامرة من خصومه السياسيين.
كذلك سيواجه نتنياهو معسكراً مناهضاً يقوده المذيع التلفزيوني السابق والزعيم الوسطي يائير لابيد، الذي فاجأ كثيرين بمهاراته السياسية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في الوقت ذاته، تخشى الأحزاب السياسية الإسرائيلية أن تخسر مقاعدها أو ينتهي بها الأمر خارج البرلمان لعدم حصولها على نسبة 3.25% من الأصوات التي تؤهلها لدخول الكنيست.
لكن السيناريو الأرجح وفق ما يتوافر من معطيات، هو التوجه نحو انتخابات جديدة وتنصيب لابيد مع حلول منتصف ليل اليوم الأربعاء رئيساً للوزراء بموجب اتفاق تقاسم السلطة الذي أبرم مع بينيت، العام الماضي، عند تشكيل الحكومة.