قال مسؤول إثيوبي الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، إن القوات المسلحة السودانية أطلقت نيران المدفعية الثقيلة خلال اشتباكات في منطقة شرقية متنازع عليها على الحدود مع إثيوبيا، في أحدث هجوم في نزاع طويل الأمد على حدودهما المشتركة.
وتمكن السودان الثلاثاء، من السيطرة على منطقة جبل قلع اللبان، القريبة من الحدود المتنازع عليها، على إثر قصف مدفعي وضربة جوية، بحسب مصدر عسكري سوداني طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة.
يأتي ذلك بعد أن نفت إثيوبيا، الإثنين، اتهامات السودان بأن جيشها أسر وأعدم سبعة جنود سودانيين ومدنياً، وحمّلت إحدى الميليشيات المحلية مسؤولية ذلك.
حيث قالت مصادر حكومية في الخرطوم إن السودان قدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الحادث الذي أدى لسقوط القتلى.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قال إن "الرد سيكون واقعاً ملموساً على الأرض".
مواجهات منذ يومين
وقال آسفا آشيجي، وهو مسؤول أمني كبير في منطقة أمهرة الإثيوبية، إن الجيش السوداني أطلق نيران المدفعية البعيدة المدى من صباح الإثنين حتى بعد ظهر الثلاثاء، لكن لم يصَب أحد بأذى.
وقال اثنان من السكان إن الجيش السوداني سيطر على جبل قلع اللبان ودمر قاعدة عسكرية هناك، ولم يتضح ما إذا كانت القاعدة تابعة للجيش الإثيوبي أم ميليشيا حليفة.
وتصاعد الخلاف حول الفشقة، التي تقع داخل الحدود الدولية للسودان لكن يسكنها مزارعون إثيوبيون منذ عقود، في السنوات الماضية، إلى جانب الخلاف الدبلوماسي بشأن بناء إثيوبيا سد النهضة لتوليد الطاقة الكهرومائية.
يعود تاريخ النزاع حول "الفشقة" إلى خمسينيات القرن العشرين، لكنه ظل في حدوده بين المزارعين السودانيين وجيرانهم الإثيوبيين، ويقدر حجم الأراضي الزراعية "المعتدى عليها" من جانب الإثيوبيين بنحو مليون فدان في أراضي "الفشقة"، بحسب السلطات السودانية.
تُعَد ميليشيات "الشفتة" الإثيوبية أحد عوامل عدم الاستقرار على الشريط الحدودي، إذ ظهرت في خمسينيات القرن الماضي كعصابات صغيرة بغرض النهب، وتحوّلت لاحقاً إلى ميليشيات كبيرة ومنظمة وامتلكت أسلحة ثقيلة.
أصبحت هذه الميليشيات تشن هجوماً على المزارعين السودانيين، ما أدى إلى إفراغ المنطقة، شرق نهر عطبرة، من السكان السودانيين، بحسب الخرطوم.
من جانبها، تقول قومية "الأمهرا" في إثيوبيا إن تلك المنطقة هي أرض أجدادهم، وإنهم لن يتركوها، ومنذ نحو 70 سنة، كلما حل الخريف انتشر المزارعون من "الأمهرا"، بدعم من "الشفتة" داخل الأراضي السودانية، ويزرعون فيها وتحدث احتكاكات ومناوشات.
يُشار إلى أن السودان يطالب بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناءً على اتفاقية 15 مايو/أيار 1902، التي وقعت في أديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين.