أعلنت السلطات الأمريكية، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، أنّها عثرت على جثث 46 مهاجراً على الأقل داخل شاحنة في سان أنتونيو بولاية تكساس، في فاجعة هجرة جديدة في المدينة القريبة من الحدود مع المكسيك.
تشارلز هود، قائد فرق الإطفاء في سان أنتونيو، المدينة الواقعة على بُعد 240 كلم من الحدود مع المكسيك، قال وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "لقد نقلنا حتى الآن حوالى 46 جثة"، وأضاف خلال مؤتمر صحفي أنّ فرق الإسعاف نقلت أيضاً 16 جريحاً هم 12 بالغاً وأربعة أطفال، مشيراً إلى أنّ هؤلاء جميعاً كانوا "واعين" لدى نقلهم لتلقّي الرعاية الصحية اللازمة.
على الرّغم من أنّ الشاحنات تُعتبر وسيلة أساسية لتهريب المهاجرين السرّيين من المكسيك إلى الولايات المتّحدة، فإنّ هذه الرحلة غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر؛ إذ نادراً ما تكون هذه العربات مكيّفة، كما أنّ قوارير المياه التي تكون بحوزة المهاجرين لا تكفيهم في معظم الأحيان لقضاء الرحلة بطولها.
وبحسب قائد فرق الإطفاء في سان أنتونيو، فإنّ الناجين الذين نقلوا إلى المستشفيات "كانوا ساخنين جداً عند لمسهم، كما أنهم كانوا يعانون من ضربة شمس ومن إنهاك حراري، ولم يتم كذلك العثور على ماء في الشاحنة".
وأعرب وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد عن أسفه لهذه "المأساة"، مشيراً إلى أنّ القنصل المكسيكي في طريقه إلى سان أنتونيو "على الرّغم من أنّنا لا نعرف جنسيات" الضحايا، فيما سارع حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ آبوت إلى تحميل الرئيس الديمقراطي جو بايدن المسؤولية عن هذه المأساة، وقال آبوت إنّ "هؤلاء الموتى هم مسؤولية بايدن.. إنهم نتيجة لسياسته المميتة المتمثّلة بفتح الحدود".
ومنذ وصول بايدن إلى السلطة في مطلع 2021 زادت أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسلّلون إلى الولايات المتّحدة، على الرّغم من أنّ الرئيس الديمقراطي سعى إلى وقف هذه الظاهرة بتكليفه نائبته كامالا هاريس بهذا الملف الشائك.
وفي 2017، شهد مرآب للسيارات قرب سان أنتونيو مأساة مشابهة، ولكنّ حصيلتها كانت أقل بكثير؛ إذ قضى يومها عشرة مهاجرين داخل مقطورة ركنت تحت أشعة الشمس الحارقة.