قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، إن روسيا "اختارت المواجهة بدلاً من الحوار"، مشيراً إلى أن الحلف سيضع مزيداً من قواته في حالة تأهب قصوى ليصل قوامها إلى أكثر من 300 ألف.
وأضاف ستولتنبرغ: "سنغير قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي وسنضع مزيداً من الجنود في حالة تأهب قصوى، ليصل عددهم إلى أكثر من 300 ألف"، بينما يبلغ قوام هذه القوة الآن نحو 40 ألف جندي فقط.
تصريحات ستولتنبرغ من بروكسل، تأتي قبل يوم واحد من انطلاق قمة للحلف في العاصمة الإسبانية مدريد، الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، لدعم دول البلطيق.
يأتي ذلك في حين يسعى الحلفاء بالناتو لتبنّي استراتيجية جديدة تصف موسكو بأنها تشكل تهديداً مباشراً، بعد مرور أربعة أشهر على بدء الهجوم الذي شنته على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
واعتبر ستولتنبرغ أن موسكو "انسحبت من الشراكة ومن الحوار الذي يحاول الحلف بدأه معها منذ عدة سنوات"، على حد قوله.
كما أضاف خلال حديثه للصحفيين، أنه يشعر بالأسف حيال ترجيح روسيا المواجهة على الحوار، مستدركاً: "لكننا بالطبع نحتاج للتعامل مع هذا الواقع".
وتأتي الخطوة في إطار عمل الحلف على وضع هيكل جديد لقواته، من المرجح أن يشهد وضع قوات الدول الأعضاء في مستويات تأهب مختلفة ليكون لدى الحلف مزيد من القوات المستعدة للقتال في غضون مهلة قصيرة في حال وقوع أزمة.
قمة الناتو في مدريد
من المقرر أن يجتمع زعماء حلف شمال الأطلسي في مدريد، يومي 28 و29 يونيو/حزيران الجاري، في ظروف صعبة بسبب الحرب في أوكرانيا من جهة، وعقب "الفشل" في أفغانستان من جهة أخرى.
وخلال القمة، من المتوقع أن يغير الحلف نهجه في الحديث عن روسيا عن النهج المستخدم حالياً والذي ورد في قمة لشبونة في 2010 ويصف روسيا بأنها شريك استراتيجي.
وفي السياق، قال ستولتنبرغ: "أتوقع أن يعلن الحلفاء بوضوحٍ أن روسيا تشكل تهديداً مباشراً لأمننا ولقيمنا وللنظام الدولي القائم على اللوائح".
من جانب آخر، أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى تحوُّل جيوسياسي، ودفع دولاً كانت محايدة ذات يوم مثل فنلندا والسويد، إلى طلب الالتحاق بعضوية حلف شمال الأطلسي، كما دفع أوكرانيا إلى الحصول على وضع دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.