قالت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" على شفا "صراع مسلح" مع بلادها، وذلك على خلفية ما سمته "الابتزاز النووي" الذي تمارسه دُولُه الأعضاء ضد موسكو.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، وقالت إن "عقيدة روسيا النووية تستند فقط إلى مبدأ الردع"، متهمة دول "الناتو" بأنها أعلنت نفسها "تحالفاً نووياً، وتطلق حملات وهجمات ضد موسكو"، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم".
أضافت زاخاروفا أن النهج الذي تسير عليه دول حلف "الناتو" في خضم الأزمة الأوكرانية يجعلها "على شفا نزاع مسلح" مع موسكو، وتابعت: "لم تكن هناك تهديدات نووية، ولم تُسمع من طرف موسكو من قبل، ونهج روسيا يستند فقط إلى منطق الردع حتى في الظروف الحالية".
حتى صباح اليوم السبت، 25 يونيو/حزيران 2022، لم يصدر عن "الناتو" تعليق على ما أوردته المتحدثة باسم الخارجية الروسية.
كانت العلاقات بين روسيا ودول "الناتو" قد توترت بشكل كبير، عقب بدء الهجوم الذي شنته موسكو على أوكرانيا، منذ شهر فبراير/شباط 2022، لا سيما أن دولاً في الحلف أمدّت أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة القوات الروسية.
في هذا السياق، قال مسؤول دفاعي أمريكي بارز، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، لوكالة رويترز، إن روسيا "تحاول دون جدوى اعتراض سبيل الأسلحة الغربية التي تتدفق إلى أوكرانيا"، بما يشمل أنظمة صواريخ أبعد مدى، تأمل كييف أنها ستكون حاسمة في ميدان المعركة.
هوّن المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- من شأن التقدم الذي حققته روسيا في أوكرانيا، وقال إن انسحاب أوكرانيا من سيفيرودونيتسك سيسمح لقواتها باتخاذ مواقع دفاعية أفضل.
كان حاكم منطقة لوغانسك، سيرهي جايداي، قد قال إن أوكرانيا تعمل على سحب قواتها من مدينة سيفيرودونيتسك المدمرة، بعد أسابيع من القصف والقتال في الشوارع، في خطوة ستمثل نصراً كبيراً لروسيا التي تكثف هجومها في الشرق.
من جانبها، قالت موسكو إن قواتها تطوّق نحو ألفي جندي أوكراني في المنطقة، وذكرت وكالة رويترز أنه لم يتسن التحقق بشكل مستقل من أي من تقارير المعركة.
ملايين النازحين
في الموازاة مع ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، نزوح أكثر من 12 مليون أوكراني، منذ بدء الحرب ببلادهم.
المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، قال في مؤتمر صحفي بنيويورك: "اليوم يصادف مرور أربعة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا"، وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الحكومة الأوكرانية، وكذلك مع أكثر من 300 شريك محلي من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية غير الحكومية، وأشار إلى أنهم تمكنوا من الوصول بالدعم الأساسي إلى قرابة 9 ملايين (نازح) أوكراني.
كذلك حذر دوجاريك من "استمرار القتال العنيف شرقي أوكرانيا، حيث تتم محاصرة المدنيين ومنع الطعام ومياه الشرب والكهرباء عنهم"، لافتاً إلى أن "ملايين الأوكرانيين النازحين يحتاجون بشدة إلى حل دائم لإنهاء نزوحهم، وهذا يتطلب جهوداً متضافرة من الجميع".
يُذكر أن روسيا أطلقت هجوماً على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.