أعلن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عن دعمه لتشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، مشابه لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك وسط الحديث عن الأهداف المعلَنة لزيارة الرئيس الأمريكي نهاية يونيو/أيار الجاري للسعودية، والقمة المنتظرة هناك بمشاركة دول الخليج والعراق ومصر والأردن.
الملك الأردني قال لمقدمة البرامج هادلي غامبل على قناة CNBC، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2022 إنَّ المملكة تعمل بنشاط مع "الناتو" وتعتبر نفسها شريكاً في الحلف، بعد أن قاتلت "جنباً إلى جنب" مع قواته لعقود.
وقال ملك الأردن: "سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنَّ رؤية هذا التحالف يجب أن تكون واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدداً جيداً.
تعاون غير معتاد
أشار الملك عبد الله إلى أنه بجانب التعاون الأمني والعسكري المحتمل، بدأت دول الشرق الأوسط التعاون معاً لمواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب في أوكرانيا.
وارتفعت أسعار الطاقة والسلع الأساسية في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
شدد ملك الأردن على قوله: "نساعد بعضنا البعض. وهذا، في اعتقادي، أمر غير معتاد للغاية بالنسبة للمنطقة"، كما أضاف أنَّ دول المنطقة تدرك أنَّ الهدف يجب أن يكون حلاً يربح فيه الجميع.
أضاف العاهل الأردني: "إذا كان وضعي أنا جيداً، بينما أنت العكس، فسوف ينتهي بي الأمر بدفع الثمن"؛ لأنَّ المشروعات الإقليمية ستتأثر.
تابع قائلاً: "آمل أن يكون ما نراه عام 2022 هو هذا الشعور الجديد في المنطقة، الذي يمكنني القول إنه: كيف يمكننا التواصل والعمل مع بعضنا البعض".
فيما قال الملك الأردني إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، على سبيل المثال، قادر على عرقلة الخطط والتعاون في الشرق الأوسط.
كما أثار الملك دور إيران في المنطقة، والذي يثير علامة استفهام، حسب قوله.
قال الملك عبد الله: "لا أحد يريد حرباً ولا صراعاً". لكن "لا يزال علينا أن نرى ما إذا كان بإمكان دول الشرق الأوسط العمل نحو رؤية يكون فيها "الازدهار هو الهدف الأساسي".
زيارة بايدن والحلف الأمني
كانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد أفادت بأن إدارة بايدن تسعى إلى عقد اتفاقية أمنية للدفاع المشترك بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في المنطقة، في مواجهة "التهديدات الإيرانية".
بحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى عقد اتفاقية "تعاون أمني"، تشمل كلاً من إسرائيل والدول العربية الست في الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لمواجهة "التهديدات الإيرانية".
في هذا السياق، أفاد الجانب السعودي بأن زيارة بايدن إلى الرياض تتضمن حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك السعودي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.
أوضحت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن "زيارة بايدن الرسمية إلى السعودية ستكون يومي 16 و17 يوليو/تموز، على أن يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، وذلك لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم".
من جانبه، ذكر البيت الأبيض أن "أمن الطاقة" سيكون محوراً رئيسياً في زيارة بايدن إلى السعودية، إلا أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن للجولة أهدافاً دبلوماسية أوسع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، إن "الزيارة إلى الشرق الأوسط تشكّل ذروة أشهر عدة من الدبلوماسية"، ولا تمليها اعتبارات داخلية.