تحقيق يحلّل صوت الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة.. إدانة جديدة لإسرائيل باغتيال الصحفية الفلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/20 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/20 الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش
الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة - عربي بوست

أكد تحقيق أجرته صحيفة The New York Times الأمريكية ونشرته الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022، أن الرصاصة التي قتلت شيرين أُطلقت من الموقع التقريبي لآليات عسكرية إسرائيلية، وأن مُطلقها جندي من وحدة النخبة.

أدلة راجعتها الصحيفة أكدت كذلك عدم وجود مسلحين فلسطينيين بالقرب من شيرين أبو عاقلة حين أُطلق عليها النار. وهذا يتناقض مع المزاعم الإسرائيلية بأنها لو قُتلت على يد جندي بالخطأ، فذلك لأنه كان يستهدف مسلحاً فلسطينياً. 

كشف تحقيق الصحيفة أيضاً أن 16 رصاصة أطلقت من موقع الآليات الإسرائيلية، على عكس المزاعم الإسرائيلية بأن الجندي أطلق خمس رصاصات في اتجاه الصحفيين.  

بناء المشهد من جديد 

وأعاد تحقيق الصحيفة بناء اللحظات التي سبقت مقتل أبو عاقلة، بالاستعانة بمقاطع فيديو جُمعت من مارة وصحفيين وكاميرات أمنية، ومقابلات مع سبعة شهود وروايات الجيش الإسرائيلي، وتحليل صوتي أجراه خبراء، وأربع زيارات ميدانية لمراسلي صحيفة The New York Times.

ورغم عدم ظهور أي مقطع فيديو يسجل لحظة القتل، يُظهر مقطع فيديو اُلتقط في الثواني التي سبقت مقتلها وأعقبته عدم وجود مسلحين فلسطينيين قريباً منها.

وطلبت الصحيفة من خبيرين وهما روبرت ماهر، خبير صوتيات إطلاق النار في جامعة ولاية مونتانا في بوزمان، وستيفن بيك، مستشار الصوتيات السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، تحليل صوت إطلاق النار الظاهر في مقاطع الفيديو التي التقطها سليم عوض والمصور مجدي بنورة.

بقياس الميكروثواني بين صوت كل رصاصة تغادر فوهة البندقية والوقت الذي تمر فيه بميكروفونات الكاميرات، تمكنا من حساب المسافة بين البندقية والميكروفونات. وراعيا أيضاً درجة حرارة الهواء صباح ذلك اليوم ونوع الرصاص الأكثر استخداماً بين الإسرائيليين وبين الفلسطينيين.

أكد ماهر أن الرصاصات أُطلقت من مسافة (165.506 متر) على الأقل من موقع تصوير مقاطع الفيديو، ومن مسافة تصل إلى (192.938 متر) من موقع استشهاد أبو عاقلة. وتوصل بيك إلى أن الرصاصات أُطلقت من مسافة تتراوح بين (155.448 متر) إلى (179 متراً).

وتظهر مقاطع فيديو التقطها مارة ولقطات كاميرات أمنية قبل إطلاق النار أن الآلية الأولى في القافلة الإسرائيلية كانت تقف على بعد بضعة أمتار فقط من المسافة التي حددها الخبيران، وتحديداً على بعد حوالي (182.88 متر) من المكان الذي أطلق فيه النار على أبو عاقلة.

والتحليل السمعي لإطلاق النار يُشير إلى أن جميع الرصاصات الـ16 أطلقت من الموقع التقريبي للآلية الإسرائيلية. 

نشرت صورة الرصاصة 

مساء الخميس 16 يونيو/حزيران، نشرت الجزيرة أول صورة للرصاصة التي قتلت مراسلة القناة في فلسطين، شيرين أبو عاقلة، كما كشفت عن تفاصيل جديدة بخصوص السلاح الذي استهدف الصحفية الفلسطينية الراحلة.

تحليل قناة "الجزيرة" القطرية الذي استند إلى آراء خبراء عسكريين، أوضح أن الرصاصة المستخدمة في اغتيال شيرين أبو عاقلة كان رأسها مطلياً باللون الأخضر ومن النوع الخارق للدروع.

كما أشار تحقيق "الجزيرة" إلى أن الرصاصة تشوهت بعد دخولها رأس شيرين وارتطامها بالخوذة التي كانت ترتديها، وأضاف أن الرصاصة كانت من عيار 5.65 ملم تستخدمها قوات الاحتلال، فيما أشار إلى أن الرصاصة خرجت من بندقية طراز M4.

قبل ذلك أثبت التحقيق الذي أجرته السلطات الفلسطينية، أن جندياً إسرائيلياً أطلق الرصاص عمداً على صحفية "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، في عملية استهداف بالقتل في جنين بالضفة الغربية في 11 مايو/أيار.

حيث قال النائب العام في مؤتمر صحفي عقده في 25 مايو/أيار الماضي في رام الله، إن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، قطرها 5.56 مليمتر وتستخدمها قوات حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية لن تسلم الرصاصة لإسرائيل.

حيث خلص التقرير الذي أعدته النيابة العامة الفلسطينية، إلى أن المقذوف الناري الذي أصاب رأس الصحفية شيرين أبو عاقلة وأدى إلى استشهادها، من النوع المخترق للدروع، ويحمل خصائص تُستخدم مع سلاح قناص.

كما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الخميس: "إننا قمنا بتسليم نسخة عن تقرير النيابة العامة حول اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى الإدارة الأمريكية، وسيتم تسليم نسخة لكل من عائلتها ولقناة الجزيرة التي كانت تعمل فيها"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

كما بيَّن المسؤول الفلسطيني أن آثار المقذوفات النارية المتكررة في موقع استشهاد "أبو عاقلة" تدلل على نية القتل، منوهاً إلى أن ذلك يعززه استمرار جنود الاحتلال في إطلاق النار صوب كل من حاول الوصول إلى "أبو عاقلة" لإسعافها أو مساعدتها.

بينما شدد "الخطيب" على أن الوقائع التي تنفي وجود اشتباكات مسلحة في مسرح الجريمة، تُظهر توافر أركان جريمة حرب ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن التحقيق سيكون حجر الأساس في ملاحقة المجرمين والقتلة.

تحميل المزيد