دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الأحد 19 يونيو/حزيران 2022، إلى بناء رؤية استراتيجية فلسطينية مستقبلية، ملوحاً في الوقت ذاته بتشكيل إطار يوازي منظمة التحرير إذا تعثرت الوحدة الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمة مُسجّلة لهنية، تم بثّها خلال مؤتمر علمي عقدته جامعة الأمّة بمدينة غزة، بعنوان "السيادة الفلسطينية.. المتغيرات الاستراتيجية والمسارات المستقبلية".
إذ قال هنية إن هناك ضرورة لـ"الاستفادة من المتغيرات الحاصلة في العالم، أو المنطقة العربية والإسلامية، لبناء هذه الرؤية، وإدارة الصراع مع العدو".
وتابع: "هذه المتغيرات بأبعادها الأمنية والعسكرية والسياسية تُلقي بظلالها على المنطقة ككل، ويجب معرفة التعامل مع نتائجها".
الأولويات الاستراتيجية
وحول وجود أولويات استراتيجية على المستوى الفلسطيني، أشار هنية إلى أن الأولويات مُرتكزة على عدة أبعاد، منها "المقاومة، وبناء التحالفات الاستراتيجية، والانتقال بالشعوب من استراتيجية الإسناد إلى استراتيجية الشراكة في التحرير، والانفتاح على المجتمع الدولي والدول الكبيرة والوازنة".
كما أردف أن "المقاومة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، تقف على رأس الأولويات الاستراتيجية التي يجب أن تحظى بالدعم والإسناد من شعبنا وأحرار العالم".
وجدّد هنية تأكيد استعداد حركته "لتحقيق الوحدة وتجاوز حالة الانقسام الداخلي"، قائلاً: "حتى لو تطلَّب ذلك بناء جبهة وطنية فلسطينية تحمي الثوابت وترعى المقاومة، وتشكل مرجعية على طريق إعادة بناء منظمة التحرير إذا ما تعثرت الوحدة العامة".
تطبيع دول عربية
كما بيّن هنية أن "منطقتنا العربية والإسلامية تموج بالتناقضات ما بين التطبيع ومحاولات الاختراق الإسرائيلي للمنطقة، وبناء التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الحكومات العربية، وبشكل بدا أن الموضوع تخطى قضية التطبيع إلى إدماج الكيان في المنطقة وإعادة تشكيلها وترتيبها".
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام إداري وسياسي منذ عام 2007، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، بينما تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح"، بزعامة الرئيس عباس، الضفة الغربية.
ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية؛ من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة.